الماضي يقضي على المستقبل
نمرود سليمان-سياسي سوري
لكل أمة او شعب ماضي يفتخران به كيفما كان وهذا حقٌ لهما ، يحق للاشوريين الافتخار بماضيهم الامبراطوري ، ويحق للانكليز الفخر نفسه وكذلك للاتراك يفتخرون بامبراطوريتهم العثمانية وكذلك بني فارس يفتخرون بأمبراطوريتهم الفارسية .. الخ .
هناك علاقة وثيقة الصلة بين الماضي والحاضر وظيفتها استثمار الماضي من أجل المستقبل وهذه العلاقة ضرورة وليس خيار .
الشعب الانكليزي والفرنسي والألماني استفاد جداً من هذه العلاقة واستثمرها في بناء مستقبله وهذا يراه لكل ناظر بعيون مفتوحة ، ولكن الشعب الاشوري والعربي والتركي والفارسي لم يستفد من ماضيه لبناء مستقبله بل مازال يعيش في ماضيه ولم يستطع الدخول في المستقبل وأيضاً يرى ذلك صاحب العيون المفتوحة ، الشعب الاشوري مشرد في انحاء المعمورة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ، الشعب العربي لم يشهد إلا حروب ومعارك خلال مئات عدة من السنين ، الشعب التركي لم يستقر ولم تنتهي مشاكله مع جيرانه منذ سقوط امبراطوريته ، أنظروا ماذا يجري في ايران وكم يعاني هذا الشعب وانظروا الى تفعله ايران في محيطها والعالم من مشاكل ،في المحصلة النهائية نلاحظ بأن شعوب القاطنون في الماضي يبذلون جهوداً جبارة للعيش في مناطق الشعوب التي استفادت من الماضي في بناء الحاضر .
الشعوب لا تتحمل مسؤولية الوصول الى هذه النتائج الكارثية بل القيادات التي استفادت من ( النكوص التاريخي ) لاستمراها .
الدول الغير المستقرة على النطاق العالمي هي التي ما زالت تتبنى نظريات الماضي وتنسى بأن لكل زمن نظريته الخاصة به وتنسى أيضاً روح الديالكتيك الذي يقول : ما يكون صحيحاً في مرحلة يتحول الى عقبة في مرحلة اخرى .
قد يقول البعض : إن عدم تطورنا ودخولنا المستقبل هو الدول الاستعمارية السابقة والحالية .
الى هؤلاء اقول : لو كان لديكم انظمة تفكر بمصالح شعوبها فقط ستحمي نفسها من كل مخاطر العالم ولا تستطيع اي دولة مهما بلغت من قوة أن تؤثر على شعب واحد موحد يقف خلف نظامه الذي انتخبه بمنتهى حريته وارادته مهما كان عدده صغيراً .
لاحياة لشعب يعيش في الماضي ولم يدخل المستقبل .