آسياأخبار العالمأنشطة المركزإفريقيابحوث ودراساتراديو ستراتيجيا

كلمة الإفتتاح للدكتورة بدرة قعلول في الملتقى الصيني التونسي بمناسبة إحياء الذكرى الـ80 للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني

سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية وان لي

السادة رؤساء الأحزاب

 السادة النواب

 السادة الأساتذة والدكاترة والحضور الكريم

 نفتتح اليوم 22 اغسطس 2025 الملتقى التونسي الصيني لإحياء الذكرى 80 لإنتصار الشعب الصيني في حرب التحرير ضد الاستعمار والفاشية ومن أجل الدفع بالسلم العالمي.

تونس والصين يد بيد من أجل السلام الإنساني الذي ينتهك اليوم على يد النازيين والفاشيين الجدد.

فالعالم اليوم يعيش اضطرابات كبرى، بعد عقود من انتصار الإنسانية والشعوب على الاستعمار والفاشية، وإعلان نهاية الحرب العالمية الثانية، وانتصار حركات التحرر الوطني وطرد قوى الاحتلال، ورفع رايات النصر على النازية والفاشية.

السنوات الأخيرة شهدت تصاعدًا في التوترات الدولية، وأصبح العالم يحبس أنفاسه خشية اندلاع صراع عالمي جديد قد يهدد البشرية جمعاء، بسبب التقدم التكنولوجي الهائل في صناعة الأسلحة المدمّرة، وخصوصًا بعد إدماج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية… كذلك أصبحت شاهية المافيا العالمية والنازيين الجدد مفتوحة لضرب مقومات العدالة الإنسانية ونسف مبادئ الاستقلال والحرية وقتل الابرياء في كل بقاع العالم.

فالإنسانية اليوم تعيش تحولات جذرية على مختلف الأصعدة، في مناخ يسوده التوتر والعنف والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ وسط صمت وتواطأ من المجتمع الدولي ومجلس الأمن مما افقد الشرعية الدولية مصداقيتها.

 كما غابت الرؤية الواضحة لمسارات العلاقات الدولية، وازداد المشهد تهديدا في ظل تحديات ورهانات إقليمية وعالمية تثير المخاوف بشأن مصير الإنسان ومستقبل الإنسانية.

فاليوم وفي سنة 2025 تنتهك حقوق الإنسان من قبل رافعي هذا الشعار والحقيقة أنه لا مبررًا للحروب والانتهاكات النازية والفاشية الجديدة بأسلوبها المقيت والمتعجرف، بعد أن قلنا قد تمّ القضاء على هذا الفكر المتطرف. 

كما لا يمكن القبول بتجاوز الأخلاق الإنسانية والشرعية الدولية، واستخدام مبدأ “البقاء للأقوى” الذي باتت القوى الغربية والصهيوامريكية تتبناه كمرتكز لسياساتها الدولية، وقهرها للشعوب والإستلاء على مقدراتهم بكل وقاحة.

وحان الوقت لأن تلتقي الحضارات والشعوب التي كان لها تاريخ مشترك وخاضت نضالا من أجل الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة الوطنية على أراضيها ودفعت ثمنا باهظا من أجل التعايش السلمي مع الآخر لتجتمع مبادئ الإنسانية والسلام والعدالة كما أكد عليه فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية “شي جين بينغ” في رسالته الأخيرة حول حوار الحضارات والدعوة للتنوع الحضاري من أجل ثراء الإنسانية والتعايش السلمي واسقاط مقولة صراع الحضارات.

كما حان الوقت للتعرف والانفتاح على التجارب الأخرى والتجارب الدولية التي لها تاريخ في رسم مبادئ السلام واللاعنف والعدالة الدولية، وسط نزاعات غير شرعية ولا إنسانية بل  أصبح “الإرهاب” صناعة دول واستخبارات دولية تتلاعب به لتبرر هيمنتها الميدانية والعسكرية ولتخضع به دولا وتجعلها فاقدة للسيادة الوطنية.

فأن نستحضر الجهود المبذولة من جمهورية الصين الشعبية في خطابها الديبلوماسي والسلمي من أجل التعايش السلمي والسلم الدولي، هو أمر مهم لأن التجربة الصينية لها جذورها الراسخة في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية من أجل الاستفادة منها.

إذ ترتكز إستراتيجيتها من أجل السلام العالمي والدولي على مجموعة من المحاور الأساسية والمبادئ الثابتة والأهداف الواضحة التي تسعى من خلالها إلى تعزيز السلام والتقدم والازدهار للعالم، والحفاظ على أمنها الوطني، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

وتتبنى الصين استراتيجية “تنمية سلمية” في شركاتها مع الدول وكذلك من أجل شاملة لصناعة السلام العالمي، تعتمد على عدة ركائز أساسية أهمها: تعزيز التعاون الدولي، والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية، ودعم التنمية المشتركة، وتعزيز الأمن العالمي القائم على الثقة والمنفعة المتبادلة.

كذلك لتونس موقفها الثابت من أجل السلام العالمي فهي تدعوا في كل المحافل الدولية الى فرض السلام وحق الشعوب في استرجاع ثرواتها المنهوبة وحق الشعوب في تقرير مصيرهم في كنف الإحترام المتبادل وهذا ما أكد عليه فخامة الرئيس قيس سعيد في مختلف المحافل الدولية.

فتونس اليوم شعبا ونظاما تندد بالنازية الجديدة وبالممارسات اللانسانية التي تمارس على الشعب الفلسطيني والإنتهاكات التي تمارس على الأطفال والنساء والشيوخ وعملية التجويع والتهجير القصري الذي يتعرض اليه الشعب الفلسطيني يوميا.

فالرئيس قيس سعيد لا يذخر جهدا ولا فرصة إلاّ ويتكلم باسم الإنسانية والعدالة والشرعية الدولية المهدورة وخاصة في القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولة تحمي كرامتهم وحقهم في العيش ضمن دولة ذات سيادة، وحق فلسطين في الإستقلال من الإستعمار الصهيوني الغاشم.

كما تؤكد تونس على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مثل ليبيا والسودان وهو موقف تتقاسمه تونس مع الصين ويعتبر الرئيس التونسي أن حلّ المشاكل الداخلية للدول لا يحل إلاّ من إرادة داخلية والحلول لا تأتي من وراء البحار.

سعادة السفير السيادات والسادة سنطرح اليوم ثلاثة محاور وهي كالتالي:

محاور الملتقى

المحور الأول: دروس مشتركة من حركات التحرير في الصين وتونس: من النضال الشعبي إلى بناء الدولة

المحور الثاني: الاضطرابات الدولية ودعوة الصين للسلام والامن الشامل

المحور الثالث: رسم رؤية مستقبلية من أجل التعاون الثنائي التونسي الصيني وتكريس مبدأ السلام

سعادة السفير والسيدات والسادة وللملتقى أهداف سامية تخدم مصلحة الدولة التونسية والدولة الصينية وهي كالتالي:

أهداف الملتقى:    

  1. 1. تمكين الشباب التونسي من معرفة تاريخ الحرب العالمية الثانية ومدى معاناة الشعوب من االنازية والفاشية.
  2. 2. استعراض تاريخ حركة الاستقلال والتحرير في الصين وتونس واستخلاص الدروس والعبر من الماضي لوقف دوامة العنف والاضطرابات التي تهدد الإنسانية مجددًا.
  3. 3. التعرف على الإستراتيجية الصينية للتنمية السلمية كنموذج دولي يحتذي به، وتشجيع مشاركة الشباب الناشط في الشأن العام من أجل التعرف على التجربة الصينية في هذا المجال وتقديم آليات لتعزيز أدوارهم في التعاون الدولي وصناعة السلام.
  4. 4. إنشاء منصة حوارية تفاعلية تجمع بين الشباب التونسي والشباب الصيني لتبادل الأفكار والخبرات من أجل دعم التقارب والانفتاح على الشعب الصيني.
  5. 5. تطوير رؤية تونسية صينية مشتركة تستشرف مستقبل الشباب في ظل التحديات العالمية والمحلية.
  6. 6. صياغة رؤية شبابية مشتركة تونسية صينية تُرسي أسس تعاون مستدام وتعارف متبادل قائم على الحوار والانفتاح.

شكرا لكم على الحضور وشكرا لكم على المحاضرات القيمة والدسمة كما نتمنى النجاح للملتقى

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق