آسياأخبار العالم

الكرملين ينفي طموحات توسعية لبوتين ويصف التحذيرات الغربية بأنها «ادعاءات غير منطقية»

نفى الكرملين بشكل قاطع الاتهامات الأوروبية التي تزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى إحياء الاتحاد السوفياتي أو التخطيط لشنّ هجوم على إحدى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبراً هذه التصريحات «خاطئة» و«تنم عن غباء تام»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز». ويأتي هذا النفي في ظل استمرار التوتر بين موسكو والعواصم الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا والتصعيد المتبادل في الخطاب السياسي.

ورغم أن بوتين وصف في عام 2005 انهيار الاتحاد السوفياتي بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين»، فإن الكرملين يصر على أن هذا التوصيف يتعلق بالآثار الاجتماعية والاقتصادية التي واجهها الروس في تلك المرحلة، وليس رغبة في إعادة تشكيل المنظومة السوفياتية أو توسيع النفوذ خارج الحدود الروسية الحالية. وتستند موسكو في موقفها إلى تأكيدات متكررة من بوتين نفسه بأن مهاجمة حلف الناتو لا تُعد خياراً منطقياً، خاصة بالنظر إلى التفوق العسكري للحلف مقارنة بالقدرات الروسية التقليدية.

وتتعارض هذه التصريحات مع مواقف عدد من القادة الغربيين الذين يرون أن انتصار روسيا في أوكرانيا قد يفتح الباب أمام مخاطر أمنية أكبر في أوروبا الشرقية. وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد صرّح مؤخراً بأن بوتين يسعى إلى استعادة «الاتحاد السوفياتي القديم»، داعياً أوروبا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية.

ويستند منتقدو موسكو كذلك إلى تراجع المساحات الديمقراطية داخل روسيا، ويؤكدون أن السياسات الداخلية في عهد بوتين تشهد مظاهر قمع وقيود تشبه ما عاشته البلاد خلال الحقبة السوفياتية المتأخرة. وفي المقابل، ترد موسكو بأن هذه الاتهامات تأتي في إطار حرب سياسية وإعلامية غربية تهدف إلى تبرير زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي وتوسيع نفوذ الناتو في المناطق المحيطة بروسيا.

وتعكس هذه التصريحات المتبادلة عمق التوتر بين الطرفين، في وقت تستمر فيه الحرب في أوكرانيا من دون مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى تسوية، بينما تتمسك موسكو بموقفها القائل إن الغرب يستخدم هذه الروايات «لتهيئة الرأي العام لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق