الكرملين يضع عضوية أوكرانيا في «الناتو» خارج الطاولة شرطاً محورياً لأي تسوية

قسم الأخبار الدولية 15/12/2025
شدّد الكرملين، يوم الاثنين، على أن بقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي يمثّل نقطة تأسيسية لا يمكن تجاوزها في أي مفاوضات تستهدف إنهاء الحرب، في موقف يعكس ثبات الرؤية الروسية تجاه الترتيبات الأمنية المستقبلية في أوروبا الشرقية. وربطت موسكو هذا الشرط مباشرة بالمسار التفاوضي الجاري، في وقت تتكثف فيه الاتصالات الدولية بحثاً عن مخرج سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن مسألة عدم انضمام كييف إلى «الناتو» لا تُعد تفصيلاً تفاوضياً، بل تشكّل أحد «الأسس» التي تستوجب نقاشاً منفصلاً ومعمقاً، مشيراً إلى أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة توضيح المبادئ التي يجري تداولها حالياً في برلين، حيث يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مباحثات مع مبعوثين أميركيين وقادة أوروبيين.
وجاء الموقف الروسي بعد إقرار زيلينسكي علناً بأن عدداً من الدول الأعضاء في «الناتو» لا يزال يعارض انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وهو ما اعتبرته موسكو مؤشراً على وجود فجوة داخل المعسكر الغربي بشأن مستقبل كييف الأمني. ويعكس هذا الإقرار، وفق قراءات دبلوماسية، إدراكاً أوكرانياً متزايداً لصعوبة تحقيق عضوية كاملة في الحلف في المدى المنظور، خصوصاً في ظل استمرار الحرب.
وفي السياق الأوسع، تسعى موسكو إلى تثبيت معادلة أمنية جديدة تقوم على تحييد أوكرانيا عسكرياً، مقابل ترتيبات سياسية وأمنية أوسع، بينما يركز الغرب على ضمانات أمنية بديلة لكييف دون توسيع نطاق المواجهة مع روسيا. وبين هذين المسارين، تبدو مفاوضات برلين اختباراً حقيقياً لإمكانية بلورة أرضية مشتركة، في ظل تباين عميق في الأولويات وشروط التسوية.



