القيادة العسكرية العراقية تعترف باستخدام القوة المفرطة لصدّ المحتجين
اعترفت القيادة العسكرية العراقية بالاستخدام المفرط للقوة خلال المواجهات بين المحتجين في مدية الصدر شرق بغدادـ ما أدى إلى مقتل 13 شخصا على الأقل ، وفق مصادر طبية عراقية .
وكان الحشد الشعبي قد هدد بمنع الاحتجاجات بالعنف فيما أثارت سلسلة هجمات وتهديدات طالت وسائل إعلام عدة في العراق قلق الأمم المتحدة وصحافيين وناشطين دعوا الحكومة بمنع إسكات الإعلام الذي يقوم بتغطية الاحتجاجاتّ.
وكان الرئيس العراقي عادل عبد المهدي قد وجّه بسحب كل وحدات الجيش من مدينة الصدر واستبدالها بالشرطة الاتحادية وذلك نتيجة الأحداث التي شهدنها مدينة الصدر ليلة وجصل استخدام مفرط للقوة وخارج قواعد الاشتباك المحددة .
ويذكر أن عبد المهدي كان قد دعا إلى الانطلاق في إجراءات معاقبة كل المتسببين في مقتل المحتجين السلميين ومرتكبي الأفعال الخاطئة.
وجاء ذلك، بعد اتصال هاتفي بين الرئيس العراقي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو – تحدثا فيها عن الاحتجاجات التي عمت البلاد منذ أكثر من أسبوع .
وكانت الحكومة قد طرحت حزمة من الإصلاحات والإجراءات، وستستمر في تقديم المزيد لتلبية مطالب المواطنين.
وغير بعيد عن نفس السياق، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، أن فصائله ” شتتدخل لمنع أي انقلاب أو تمرد في العراق، في حال طلبت الحكومة ذلك”.
ويعتبر الفياض الاحتجاجات الشعبية، التي يطالب فيها المحتجون بمحاربة الفساد وتحسين اقتصاد البلاد، وغيرهما من المطالب المشروعة، “مخططاً فاشلاً لإسقاط النظام”.
وقال “هناك من أراد التآمر على استقرار العراق ووحدته، نعرف من يقف وراء التظاهرات، ومخطط إسقاط النظام فشل”، مشدداً على أنه سيكون هناك “قصاص لمن أراد السوء بالعراق”.
ورفعت المظاهرات التي امتدت في مدن عراقية لافتات وشعارات تطالب بإنهاء الهيمنة الايرانية على العراق.
وسقط، الليلة قبل الماضية، المزيد من القتلى مع تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية ومحتجين، وقبل الاشتباكات الأحدث في مدينة الصدر بالعاصمة بغداد، أمس الاثنيم7 اكتوبر2019، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن عدد القتلى وصل104 أشخاص، منهم ثمانية من قوات الأمن، خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ الثلاثاء الفارطة.
وشدّد المتحدث على أن عدد المصابين بلغ 6107 أشخاص، وأن ما يزيد على 1000 منهم هم من قوات الشرطة والأمن.
وأضاف إن المحتجين أضرموا النار في عشرات المباني، لكنه نفى وقتها أن قوات الأمن أطلقت النار مباشرة على المحتجين.
وفي أماكن أخرى من بغداد، استؤنفت الحياة تدريجيا، لكن التوتر لم يهدأ في الوقت الذي تضاعف فيه السلطات إعلاناتها عن تدابير اجتماعية، في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين الذين يقولون إنه “ليس لديهم ما يخسرونه” في بلد غني بالنفط، حيث يعيش أكثر من شخص من بين كل خمسة تحت خط الفقر.