القوات الروسية توسّع مكاسبها الميدانية في أوكرانيا وتضغط على دفاعات كييف في محيط ميرنوهراد

قسم الأخبار الدولية 09/12/2025
واصل الجيش الروسي تعزيز تقدمه على جبهات الشرق الأوكراني بعد إعلان رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف أن القوات الروسية «تحقق تقدماً على طول خط التماس بالكامل»، مركّزاً على محاصرة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد شرق بوكروفسك. وجاءت تصريحاته خلال اجتماع مع قادة المجموعة المركزية المنتشرة في منطقة دنيبروبتروفسك، حيث أوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر أوامر بـ«حسم المعركة» في المدينة التي كان يسكنها نحو 46 ألف شخص قبل الحرب.
أكد غيراسيموف سيطرة الجيش الروسي على أكثر من 30% من مباني ميرنوهراد، بينما أعلنت موسكو لاحقاً سيطرتها الكاملة على المدينة، التي يطلق عليها الروس اسم «ديميتروف»، مع تطويق القوات الأوكرانية داخل الجيوب القتالية المتبقية. في المقابل، نفت كييف سقوط بوكروفسك أو خروج ميرنوهراد عن سيطرتها بالكامل، مشددة على أن قواتها «لا تزال تقاتل وتحتفظ بمواضع دفاعية فعالة»، وفق ما نقلته «رويترز».
ويمثّل هذا التصعيد امتداداً لما تعتبره موسكو «مرحلة متقدمة» من العمليات العسكرية، إذ باتت تسيطر على نحو 19.2% من الأراضي الأوكرانية، تشمل القرم، ولوغانسك، وأكثر من 80% من دونيتسك، بالإضافة إلى مساحات واسعة من خيرسون وزابوريجيا وأجزاء من خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك. ويشير هذا التوسع إلى تغيّر واضح في موازين القوى على الجبهة الشرقية بعد أشهر من القتال المتقاطع.
في المقابل، تتمسك كييف بسردية الدفاع الصلب، مؤكدة أن تقدم موسكو «يأتي بكلفة بشرية ومادية ضخمة»، وأن خطوطها الدفاعية «لا تزال قائمة رغم الضغط المتواصل». تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة التي شدد فيها على أن بلاده «ستفرض السيطرة الكاملة على دونباس بالقوة» إذا لم تنسحب القوات الأوكرانية، زادت من توقعات استمرار القتال على وتيرة مرتفعة.
وفي موازاة المعارك الميدانية، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن الخسائر الروسية ارتفعت إلى أكثر من 1.18 مليون قتيل ومصاب منذ فبراير 2022، بينها 930 خلال 24 ساعة، إضافة إلى تدمير آلاف الدبابات والمركبات والمدفعيات والطائرات من دون القدرة على التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل. ويعكس هذا التباين في السرديات حجم الضبابية التي تكتنف سير العمليات، في وقت تستمر فيه المعارك حول ميرنوهراد وامتدادات دونيتسك بوصفها بؤرة القتال الأكثر سخونة في المرحلة الحالية.



