القمة الأميركية – الصينية… بين الاقتصاد والأمن
فاتن جباري قسم العلاقات الدولية و الشؤون الاستراتيجية.
تقديم :
يعقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ قمة بين رئيسين “متكافئين”. إلا أن الفجوة الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة اتسعت منذ آخر اجتماع من هذا القبيل في ضل عالم ،ثنائي القطبية أنهى ما كان يعرف بعالم الأحادية لكنه لم ينهي العرف الدولي المعهود وهو سياسة المصالح في تغاض تام عن قضايا الشرق الأوسط كأكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ البشري.
في ها الاطار اعلن البيت الابيض ان الرئيسين أجريا “مناقشة صريحة وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والدولية، بما في ذلك مجالات التعاون المحتمل الاقتصادي والعسكري، كما تبادلا وجهات النظر حول المسائل الخلافية”.
حيث
أحرز الرئيسان تقدما في عدد من القضايا الرئيسية باستئناف التعاون الثنائي لمكافحة المخدرات
والإتجار. و باستئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى بين الجيشين، فضلا عن محادثات تنسيق السياسة الدفاع
_ ماالذي جمع بين الولايات المتحدة والصين؟
شكلت تحديات مثل الانكماش، وضعف الصادرات، وتدفق رأس المال الأجنبي إلى الخارج، وانخفاض قيمة سعر الصرف، والصدمات الاقتصادية المركبة نقطة الاهتمام المركزية في بناء دولة شي جين بينغ؛ فالولايات المتحدة ما تزال الشريك الاقتصادي الأعظم للصين. ومن أجل تحقيق استقرار في مجالات التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، يحتاج شي إلى إقناع الولايات المتحدة بأن الصين لا تزال وجهة استثمارية جذابة ونقطة جذب للسوق الاستهلاكية.عية بين الدولتين واجتماعات الاتفاقية التشاورية البحرية العسكرية بين الولايات المتحدة والصين. ويستأنف الجانبان أيضا المحادثات الهاتفية بين قائدي القوات المسلحة .
ومن بين أولوياتها، تريد الصين من الولايات المتحدة أن تتراجع عن الحظر المفروض على الرقائق الصينية، والامتناع عن فرض قيود تجبر الدول الأخرى على عدم بيع منتجات صناعة الرقائق للصين. كما تطمح الصين إلى رفع اسم بعض من مئات الشركات ومعاهد الأبحاث الصينية من القوائم السوداء وقوائم الكيانات الأميركية. وتسعى أيضا إلى إعادة التفاوض بشأن الرسوم الجمركية بهدف إعادة تنشيط صادراتها. بالإضافة إلى ذلك، ترغب الصين باستمرار في تدفق رأس المال الأميركي إلى أسواقها المالية المحلية، وتهدف إلى استعادة مكانة هونغ كونغ باعتبارها مركزا عالميا للتجارة الحرة تابعا للصين.
ومن وجهة النظر الأمنية، فإن جوهر المصالح الأساسية للصين هو تايوان. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ، يأمل شي جينبينغ أن يصدر بايدن بيانا قويا للمرشحين الرئاسيين في تايوان يؤكد فيه معارضة الولايات المتحدة لاستقلال تايوان. ورغم التصريحات المتكررة للرئيس بايدن بأن “الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان”، إلا أن هذه التصريحات لا ترقى إلى مستوى المعارضة الرسمية لاستقلال تايوان.
بالنسبة للرئيس بايدن، يُّعدّ اللقاء وجها لوجه مع المنافس العالمي اللدود للولايات المتحدة فرصة لاستعراض قوة بلاده وقوته الشخصية. ومن المتوقع أن يعبّر بايدن عن دعمه القوي للدفاع عن تايوان، وحقوق الإنسان في شينغ يانغ، والحرية في هونغ كونغ، فضلا عن دعم إدارته لأوكرانيا وإسرائيل، وهي جميعها مواضيع لا يمكن اعتبارها جديدة أو مبتكرة.
_ ما التسوية التي يمكن الوصول إليها؟
تركز الصين على تنشيط اقتصادها بدعم من الولايات المتحدة. فيما تسعى الولايات المتحدة إلى بناء شبكة أمان أمنية لضمان عدم نشوب حروب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومن المتوقع أن يسلط الاجتماع بين بايدن وشي الضوء على التبادل بين المصالح الاقتصادية للصين والمصالح الأمنية الأميركية.
ومن المقرر أن تتفق الصين والولايات المتحدة على حظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة النووية والمستقلة. ويبدو أن احتواء المخاطر التي تشكلها تقنيات الذكاء الأخرى على البشر هو القاسم المشترك لكلا الزعيمين.
ولن يستطيع أي من بايدن أو شي جينبينغ تحقيق فوز معنوي في اجتماع سان فرانسيسكو، إلا أن اللقاء بينهما يمكن أن يؤدي إلى اتفاقهما على قضية أو اثنتين لهما ذات الأهمية لدى الطرفين. وستكون النتيجة اتفاقا انتقائيا يحقق نجاحا محدودا.
ولن يتحدث الزعيمان إلى بعضهما البعض بقدر ما سيتحدثان إلى جمهورهما المحلي، الذي يمنحهما في نهاية المطاف شرعيتهما السياسية في وقت يكون على بايدن والرئيس شي كسب الرهان الانتخابي بأي ثمن كان حيث تقدم مصالح الصين وامريكا دوليا على كل مصلحة عالمية إقليمية أخرى. لم تكن قضايا الشرق الأوسط حاضرة على طاولة اكبر زعماء العالم ما يبقى سياسية المصالح ،عرفا دوليا لا يمكن التنازل عنه.