أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

القرارات المرتقبة لقمة الدوحة: تنديد وشجب ام قرارات صارمة وتفعيل؟

الدوحة تستضيف قمة عربية إسلامية طارئة:

تستضيف قطر قمة عربية إسلامية طارئة، يومي الأحد والاثنين 14 و15 سبتمبر 2025، لبحث الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن تنفيذ هجوم جوي استهدف قادة حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، قائلا إن هؤلاء القادة “يتحملون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر 2023 وإدارة الحرب ضد إسرائيل”. بحسب السردية الصهيونية.

وأصدر الإرهابي الإسرائيلي نتنياهو، ووزير “الدفاع” الإرهاب يسرائيل كاتس، بيانا مشتركا حول ترتيب تنفيذ عملية اغتيال قيادات “حماس” في الدوحة، الثلاثاء الماضي، وأنها “جاءت بعد تشاور ودعم كامل من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية”، وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم “قمة النار”.

وجاء هذا الهجوم الإسرائيلي الإرهابي، بعد أيام من تهديد رئيس أركان الجيش الإرهابي الإسرائيلي إيال زامير، بتصفية قيادات حركة حماس في الخارج بكل وقاحة وبإجرام دولي قد تعود عليه الكيان المارق بحماية أمريكية، في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة. وشهد العام الماضي سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية استهدفت قادة بارزين من “حماس” في قطاع غزة وإيران ولبنان.

وسط تنديد دولي، وغضب عربي عارم، يجتمع القادة العرب يوم غد الاثنين 15 سبتمبر بقطر، في قمة عربية وإسلامية طارئة، للبحث في سبل الرد على الإرهاب الصهيوني على دولة ذات سيادة وطنية “قطر”، واستهداف ضيوف دولة مستقلة، ومحاولة قتل لقادة حركة حماس داخل مقر إقامتهم في الدوحة، وهذا ما اعتبره العالم العربي والإسلامي قمة الوقاحة والإجرام فو كيان مارق قد تجاوز كل الأخلاق والمبادئ الدولية والإنسانية.

قمة طارئة وشعوب تنتظر وقادة أمام محكمة التاريخ:

القمة التي تأتي بعد تصريحات عربية حاسمة وغاضبة، يُنتظر أن تخرج بقرارات أكثر من بيانات الشجب والإدانة كما تعودنا في كل القمم العربية العادية والطارئة، وفي نفس الوقت هناك من يتوقع أن تصل مخرجات اللقاء لقرارات قوية وبقرارت فعلية بحجم الإجرام الصهيوني، وقد تصل إلى حد تقليص العلاقات العربية الإسرائيلية الاقتصادية والدبلوماسية وايفقاف الاتفاق الإبراهيمي وإلغائه، فيما تأمل الشعوب العربية لتشكيل قوة عربية موحدة على غرار حلف “الناتو” الأوروبي والمشروع هو موجود لكنه على الورق.

فأغلب الشعوب العربية تأمل أن تكون قرارات القمة أكثر حزما من القمم السابقة، بل أن الباحثين والمحللين والمراقبين العرب والمسلمين يأملون أن تكون هذه القمة منعرجا جديدا في العلاقات العربية الإسلامية مع الكيان الاحتلال.

 فاليوم قادة العالم العربي الإسلامي يجب أن يكونوا أكثر شجاعة وحزما في قراراتهم، يجب أن يكون مواكبين التحولات العالمية الكبرى، وتاريخ 3 سبتمبر 2025 وال70 دقيقة في بكين قد أعطى مفتاح التحول العالمي، والانفتاح على شركاء جدد وعالم جديد تسوده الحوكمة والعدالة العالمية.

وبالتالي حان الوقت للشجاعة والجرأة وتمزيق جلباب الصهيوأمريكي واتخاذ قرارات موجعة ليستفيق من استباح السيادة وقتل الضيف واعتدى على الأرض، فهذه القمة الطارئة يجب أن تكون فعلا طارئة وبحجم الإعتداء الذي ستليه إعتداءات أكثر غطرسة ووحشية، ولا يجب أن تكتفي الجامعة ببيان الشجب والإدانة.

كما نأمل بأن يكون القادة العرب المجتمعين أكثر وعيا بما يحصل من تغيرات دولية وخاصة بروز النظام العالمي الجديد “تعدد الأقطاب” وأن الفرصة سانحة اليوم بتفعيل تحالفات جديدة تكون عربية خليجية إسلامية حتى لا يبقوا بين المطرقة والسندان وبان لا يكون الكيان المارق الإرهابي هو من يحدد مصيرهم ومصير شعوبهم ودولهم.

كما يجب استغلال هذه الفرصة من أجل بناء استراتيجية علاقات دولية جديدة والانفتاح العربي والخليجي على روسيا والصين في التسليح لمعاقبة إسرائيل وداعمتها أمريكا، لا سيما في ظل فداحة الجرم الإسرائيلي بالتعدي على حدود دولة عربية تضطلع بجهود الوساطة، وتستضيف مفاوضات السلام، وسط مخاوف من أن تمتد هذه الخروقات لتطال دولا عربية أخرى، وهذا ما أكده رئيس وزراء الإرهاب نتنياهو ووزرائه الإرهابيين المارقين.

الصهيوني الأمريكي ينتظر بقلق شديد ردة فعل القمة الطارئة، فهم وضمن تصريحاتهم لا يخفون القلق من القمة العربية والإسلامية في الدوحة وفي نفس الوقت لديهم بعض الضمانات التي ستحاول إفشال القمة…، وهذا القلق قد بان جليا في تصريحات الوزراء والمعارضين الإسرائيليين، الذين أبدوا مخاوفهم من موقف عربي موحد ضد إسرائيل، قد ينهي جميع أحلامها في المنطقة، ولا سيما داخل فلسطين، في خضم مضي “تل أبيب” قدما في ملف ضم الضفة واحتلال كامل قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين، ولكن وفي نفس الوقت تعلم إسرائيل جيدا أن أمريكا ترامب لن تسمح للعرب ان يتخذوا قرارات ضد كلب حراستهم في المنطقة… المهم أنه بين اليوم 14 سبتمبر وغدا 15 سبتمبر كل أنظار الشعوب العربية تنتظر قوة وجرأة وقرارات حازمة…

كيف ستكون القرارات والمخرجات؟

القمة العربية الإسلامية الطارئة المقرر عقدها في الدوحة، غدا الاثنين 15 سبتمبر 2025، ستتناول التطور الخطير في المنطقة واساسا تعكس تطورا في طبيعة الصراع بالمنطقة، بعد الهجوم الإسرائيلي العدواني غير المسبوق على قطر وبهذا الشكل “العسكري المتهور” والذي يعكس جرم وفحش هذا الكيان المارق الذي يعتدي على دول ذات سيادة ويرتكب جريمة القتل المتعمد وهذا ليس بغريب على كيان مارق ارهابي.

هذه القمة الطارئة يجب أن يتخذ فيها موقف عربي إسلامي موحد في مواجهة التهديدات التصعيدية الإسرائيلية بالمنطقة، ويجب أن يتخذ القادة المجتمعون موقفا تصعيديا وقرارات عملية غير “القلق والندب والعويل” لأنه ان لم يتم ذلك فالمنطقة وكل الدول العربية يجب أن تنتظر “طريقها للذبح” فستنفتح أكثر شهية العدو الصهيوأمريكي لتشمل الاعتداءات دولا عربية أخرى ودولا إسلامية وستصبح المنطقة أكثر استباحة له بل ستصبح المنطقة كاملة من النيل الى الفورات الى الخليج مستعمرات صهيوامريكية.

فأغلب الشعوب العربية التي فقدت ثقتها في مثل هذه الاجتماعات وبالجامعة العربية بالذات، تنظر الى هذه القمة بأمل جديد، فالإجرام الصهيوني قد تجاوز كل الخطوط الحمر، ولهذا المرتقب من هذه القمة بالذات مخرجات حاسمة ومهمة وعملية يمكن تفعيلها وفي أقرب وقت، كما يجب ان يتجاوز كل القادة العرب خلافاتهم، ويجب ان تكون المخرجات تعكس حجم العدوان الإسرائيلي الذي قد لا يتوقف عند دولة قطر فقط، بل قد يمتد إلى ساحات أخرى في المنطقة، كما هدد نتنياهو بذلك مؤخرا، إذا لم يتم اتخاذ قرارات وإجراءات رادعة لعدوانه فمستقبل المنطقة ككل على شفير بركان سينفجر في أية لحظة، والكيان الصهيوامريكي يتغدى من ضعف وفتنة جول هذه المنطقة. ولهذا نقول أن الكرة غدا 15 سبتمبر 2025 ستكون في ملعب الجامعة العربية والقادة العرب والمسلمين المجتمعين واللحظة ستكون فارقة في تاريخ الامة العربية والإسلامية.

ان التاريخ العربي الإسلامي اليوم يكتب وبحروف من دم وبجمل من قهر واغتصاب وإذلال والعالم يسرع خطاه من أجل إختيار الشريك الصحيح الذي لا يتآمر عليك وإنما يحترمك ويتعامل معاك بمبدأ الندية ولا يستبيح عرض أرضك وشعبك وليس له تاريخ احتلال ولا استعمار ولا امبريالية متوحشة.

فالقمة العربية غدا أمام امتحان كبير ومن خلاله تكون أو لا تكون، انه امتحان السيادة الوطنية وامتحان الكرامة والعدالة… فان نجحت هذه القمة غدا فسيكون إعادة الاعتبار للعمل العربي الإسلامي المشترك حتى ولو جزئيا، ومن خلاله سيكون تعزيز التضامن العربي الإسلامي، والخروج بقرارات كما سبق واشرنا منذ البداية، قد تدور في إطار إدانة واضحة للعدوان الإسرائيلي ضد قطر باعتباره سابقة خطيرة تمس سيادة الدولة، وبالتالي تكون البداية العاجلة في قطع العلاقات الديبلوماسية وطرد السفراء وإغلاق كل مكاتب بني صهيون في الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى التحرك الدبلوماسي النشط في الدوائر الأممية والمنظمات الدولية والإقليمية لاتخاذ موقف مماثل بل وأكثر حزما وصرامة حتى يتم إيقاف هذا الفحش الدولي وإيقاف عصابة الصهيوامريكية المزروعة في المنطقة.

كذلك يجب الإعتماد على القانون الدولي وتجريم الكيان الصهيوني لمحاسبته دوليا وفي المحاكم الدولية وعلى الدول العربية ان تجتمع مع بعض وترفع قضية دولية ضد الكيان المحتل في اقرب وقت ممكن.

 كذلك يجب اعتماد التكتيك العالي في عقاب الكيان المارق وذلك بإتخاذ إجراءات اقتصادية رادعة، مثل تجميد العلاقات مع الاحتلال أو المقاطعة الاقتصادية والتجارية وقطع كل السبل والممرات، مع ربطها بإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، سبيلا لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والتزمها بعدم الإعتداء على أي دولة عربية ولا إسلامية.

كما نرى ان القمة يجب ان تتخذ مواقف حازمة وصارمة في هذه المرة، وكل المجالات مفتوحة للقادة العرب لمعاقبة هذا الكيان المارق الإرهابي ومن يدعمه، وحتى لا تستباح أراضيهم ومجالاتهم السيادية مستقبلا، وخاصة من اجل ان يرجع الشارع العربي يثق في الجامعة العربية وفي قادته وان يقلل من الفجوة الكبيرة الذي أحدثها الكيان الصهيوني بين القادة وشعوبهم.

كذلك اتخاذ موقف صارم عملي تجاه الإجرام الصهيوني والهجوم المارق على دولة قطر سيكون بمثابة رسالة للصهيوامريكي بأن الجانب العربي والإسلامي يمكن أن يتوحد تجاهه، بالرغم من الفتنة التي قد زرعها… فالصهيوامريكي بعدوانه على الأراضي القطرية قد بعث رسالة مكتوبة بالدم للدول العربية والإسلامية جمعاء وبالتالي غدا الدول العربية والإسلامية يجب أن ترد على الرسالة بقرارات موجعة وغير مسبوقة.

كما يجب على القادة العرب ان يدركوا أن الوضع لم يعد يتحمل التفرقة أكثر ويجب تفعيل معاهدات عربية للشراكات الاستراتجية والتعاون في جميع المستويات وخاصة والأكثر أهمية في هذه المرحلة هو إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك كخطوة حيوية في هذا الاتجاه التي ستربك حسابات الكيان الاحتلال ومن يدعمه.

كما لا ننسى ان الموقف الأوروبي قد أصبح يميل الى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الكيان الصهيوني وبالتالي قمة الدوجة يجب أن تستفيد من ذلك في التصعيد ضد الكيان الصهيوامريكي، ويجب ان تتخذ كما سبق واشرنا قرارات حاسمة وتاريخية.

فكل المؤشرات العالمية تتجه نحو إيقاف الغطرسة الصهيونية وتدين كل ما يفعله الكيان المحتل وبالتالي قمة الدوحة ستكون فرصة لإسترجاع الكرامة العربية الإسلامية بمواقف ترتقي الى مستوى تجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع العدو الصهيوني، ورفع شكوى قانونية على خلفية هجوم الدوحة.

الخلاصة:

فردع هذا الكيان المارق المعتدي العدواني يحتاج من الدول العربية إلى تنسيق دائم وموقف عربي مشترك وموحد وشراكات استراتجية موحدة متواصلة لتعزيز التأثير وتحقيق النتائج المرجوة.

وما يجب التلويح به غدا في قمة الدوحة الطارئة هو تجميد الاتفاقيات الابراهيمية والتزام كل الدول العربية بذلك، فهذه فرصة تاريخية لكل القادة العرب المضغوط عليهم والذين يقعون تحت الضغط “الصهيوامريكي” من اجل التطبيع والتوقيع على الاتفاقية الابراهيمية.

 كذلك يجب على مصر والمملكة العربية السعودية ان تلعب دورهما التاريخي المنوط عليهما. كما يجب ان تنتهي خدعة اتفاقيات السلام مع الكيان المارق الذي لا يلتزم بأية اتفاقية سلام، فكل الاتفاقيات قد اخترقها بكل وقاحة، “فلا سلام مع من لا يعترف بالسلام”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق