القدس تشهد شللاً جزئياً بعد احتجاجات حاشدة لليهود الحريديم ضد التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي

قسم الأخبار الدولية 30/10/2025
شهدت مدينة القدس، الخميس، حالة من الشلل الجزئي بعدما أغلق آلاف اليهود الحريديم مداخلها الرئيسة خلال مظاهرة ضخمة احتجاجاً على مساعي الحكومة الإسرائيلية لفرض التجنيد الإجباري على أفراد طائفتهم. وجاءت التحركات عقب دعوات أطلقتها قيادات دينية حريدية لتنظيم “صلاة جماعية” رفضاً لما وصفوه بمحاولة «تدنيس الشريعة وإجبار طلاب التوراة على ترك دراستهم».
وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن المتظاهرين احتشدوا منذ ساعات الصباح في مداخل القدس الغربية والشرقية، رافعين لافتات كتب عليها «روسيا هنا» و«ستالين هنا»، في تشبيه للحكومة الحالية بالأنظمة القمعية التي حاولت فرض الخدمة العسكرية على رجال الدين في الماضي. وامتدت المظاهرات إلى محيط محطة القطار المركزية حيث رفع بعض المحتجين لافتات لمنتدى الرهائن والعائلات المفقودة كتب عليها «إعادة الرهائن، إعادة الأمل»، في محاولة للربط بين مطالبهم والمناخ السياسي المتوتر في البلاد.
وتحوّل المشهد في بعض النقاط إلى فوضى محدودة بعدما اشتبك محتجون مع قوات الأمن التي حاولت تفريقهم وإعادة فتح الطرق. وأغلقت الشرطة أبواب محطة الحافلات المركزية مؤقتاً بعد تراشق المتظاهرين بالمياه والزجاجات مع المارة.
ويعكس هذا الاحتجاج استمرار الأزمة المزمنة بين الدولة الإسرائيلية وجماعة الحريديم التي ترفض الانخراط في الخدمة العسكرية منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، بحجة أن دراسة التوراة واجب ديني يفوق واجب التجنيد. ورغم محاولات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الوصول إلى تسوية، فإن قرارات المحكمة العليا بإلغاء الإعفاءات الدينية أعادت الأزمة إلى الواجهة مجدداً.
وتأتي الاحتجاجات الحالية في توقيت حرج، إذ يسعى الائتلاف الحاكم إلى تمرير قانون جديد يلزم المتدينين بالتجنيد الجزئي في ظل النقص الكبير في القوى البشرية داخل الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عام، ما يضع الحكومة أمام معادلة شائكة بين الضرورة الأمنية والاعتبارات الدينية والاجتماعية.



