القدس تحت حصار مشدد وإغلاق شامل للأقصى وكنيسة القيامة مع تواصل العدوان الإسرائيلي على إيران

قسم الأخبار الدولية 16/06/2025
صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس المحتلة، منذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مغلقةً أبواب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والبلدة القديمة بالكامل، وسط تنديد فلسطيني واسع اعتبر أن ما يجري يتجاوز مبررات الأمن ليصل إلى محاولة فرض واقع تهويدي جديد في المدينة.
وأكدت محافظة القدس، وهي الجهة التمثيلية العليا للمدينة، أن الاحتلال ينفّذ إغلاقًا شاملاً للمعالم الدينية الإسلامية والمسيحية، بالتوازي مع تشديد الحواجز العسكرية والاقتحامات اليومية واعتقال المواطنين الفلسطينيين، بذريعة تنفيذ تعليمات «الجبهة الداخلية» في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة الماضي.
البلدة القديمة تحت الإغلاق… والأسواق تعاني
واصلت القوات الإسرائيلية لليوم الرابع على التوالي منع دخول غير سكان البلدة القديمة إليها، مع استمرار إغلاق جميع مداخل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، في إجراء وصفه الفلسطينيون بأنه عقاب جماعي وغير مبرر من الناحية الأمنية، خاصة مع استثناء الأسواق اليهودية من الإغلاق، ما دفع سكان القدس إلى اتهام الاحتلال بالتمييز العنصري في التعامل مع سكان المدينة.
وأفادت تقارير محلية بأن تجار البلدة القديمة يتكبدون خسائر فادحة بسبب الحصار المفروض، في ظل انعدام الحركة السياحية والدينية، وانقطاع الزوار القادمين من الضفة الغربية ومناطق الداخل المحتل.
حماس تدعو للنفير وتحذر من تهويد الأقصى
في السياق، نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإجراءات الإسرائيلية، معتبرةً أن إغلاق المسجد الأقصى يمثل «انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة» وتصعيدًا خطيرًا في سياق «الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين».
وحذّرت الحركة في بيان صادر عنها من تبعات هذه الخطوة التي تندرج ضمن محاولات فرض واقع تهويدي تدريجي على الأقصى وتغييبه عن هويته الإسلامية، داعيةً جماهير الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل إلى شدّ الرحال والرباط في المسجد بكل السبل الممكنة، في مواجهة ما وصفته بـ”المخططات الاحتلالية الممنهجة”.
خلفية القرار الأمني
وكانت إسرائيل قد بدأت منذ فجر الجمعة الماضية فرض طوق أمني كامل على الضفة الغربية والقدس الشرقية، عقب هجوم مفاجئ نفذته ضد منشآت إيرانية، ووصفت قرارها بالإغلاق بأنه “امتثال لتعليمات الجبهة الداخلية”، وهو مبرر اعتبرته الفعاليات المقدسية ذريعة لتضييق الخناق على المدينة وسكانها واستهداف مقدساتها في توقيت بالغ الحساسية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الخطيرة، مما يزيد المخاوف من أن يتحول الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى ذريعة لإعادة تشكيل الوضع الأمني والديمغرافي في القدس، بعيدًا عن أي رقابة دولية.