القاهرة تعيد تثبيت موقعها في ملفات الإقليم عبر بيروت وتدعو إلى انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية

قسم الأخبار الدولية 26/11/2025
شدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته إلى بيروت، على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل، في رسالة حملت تأكيداً متجدداً على ثبات الموقف المصري تجاه أمن لبنان وسيادته. وجاءت الزيارة في لحظة إقليمية تزداد فيها التوترات على الحدود الجنوبية، الأمر الذي يعيد تسليط الضوء على الدور الدبلوماسي المصري في احتواء التصعيد ودعم الاستقرار.
وباشر عبد العاطي لقاءاته بلقاء مجموعة من أعضاء مجلس النواب اللبناني، حيث أكد أن القاهرة «تنظر إلى لبنان باعتباره ركناً أساسياً في منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي»، مشدداً على أن صون سيادته واستقلال قراره الوطني يشكلان أولوية ثابتة في السياسة الخارجية المصرية. وأوضح أن زيارته تأتي امتداداً لنهج مصري يرى في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية ضرورة للحفاظ على تماسك البلاد وقدرتها على مواجهة الأزمات المتفاقمة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.
وعرض الوزير المصري رؤية بلاده لتنفيذ القرار 1701، مشيراً إلى أن تطبيقه المتوازن من جميع الأطراف يضمن وقف الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية، ويسمح بتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن. ويعيد هذا الموقف إلى الواجهة الدور المصري التقليدي في دعم المؤسسات الرسمية داخل لبنان ومنع أي فراغ أمني قد يُستغل لتوسيع رقعة التوتر على الحدود.
وفي موازاة ذلك، أكّد عبد العاطي استعداد بلاده لمواصلة تقديم الدعم للبنان عبر برامج التنمية وبناء القدرات، في رسالة تعكس رغبة القاهرة في الحفاظ على علاقة استراتيجية طويلة الأمد، خصوصاً في ظل التحديات المعقدة التي تواجه البلاد من الفراغ الرئاسي إلى الضغوط الاقتصادية. واعتبر أن الوقوف إلى جانب لبنان «في الظروف الراهنة» يشكل جزءاً من مسؤولية عربية جماعية لحماية استقرار المنطقة ومنع انزلاقها إلى مواجهات مفتوحة.
وجاءت زيارة الوزير المصري في سياق حراك دبلوماسي عربي ودولي متنامٍ لتفادي تدهور الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فيما يرى مراقبون أن إعادة تفعيل دور القاهرة في هذا الملف يندرج ضمن جهودها لاستعادة موقعها التقليدي كأحد الضامنين للاستقرار في الشرق الأوسط، والفاعل القادر على التواصل مع مختلف الأطراف دون انحيازات.



