الفصائل العراقية تجمّد نشاطها وسط ضبابية التسوية الإيرانية – الأميركية وتوجيهات مباشرة من طهران

قسم الأخبار الدولية 07/04/2025
اتبعت الفصائل المسلحة في العراق استراتيجية صمت حذرة خلال الأسابيع الماضية، وسط تزايد الضغوط الأميركية وتلميحات بوجود تفاهمات غير معلنة بشأن مستقبل وجودها العسكري، في وقت لا تزال فيه المفاوضات بين طهران وواشنطن تعيش مرحلة من الغموض وعدم الحسم، وهو ما جعل مصير تلك الفصائل رهينة تطورات خارجية معقدة.
ورغم تعدد الروايات حول قرب التوصل إلى تسوية تُنهي وجود الفصائل المسلحة خارج مؤسسات الدولة، تشير مصادر عراقية مطلعة إلى أن التناقضات في التسريبات والتصريحات توحي بأن الملف لم يُحسم بعد، بل أُدخل في دائرة التجاذب بين أطراف إقليمية ودولية.
وأفادت معلومات حصلت عليها صحيفة “الشرق الأوسط” من مصادر سياسية بارزة بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نجح في إقناع غالبية الفصائل المسلحة بقبول هدنة غير معلنة، بعد أن تلقت بغداد رسائل أميركية مباشرة تحذر من السماح لإسرائيل باستهداف مواقع وقيادات تابعة لها إذا لم تتوقف عن أنشطتها العسكرية. وتزامن ذلك مع أول اتصال رسمي بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والسوداني في 25 فبراير، والذي ناقش فيه الجانبان ملفات النفوذ الإيراني واستقلال العراق الطاقي، والاستثمارات الأميركية.
ورغم طابع الاتصال الدبلوماسي، إلا أن أوساطاً سياسية عراقية رأت فيه إشعاراً واضحاً بضرورة إنهاء ظاهرة الفصائل المسلحة، لا سيما تلك التي لا ترتبط بالحشد الشعبي أو البرلمان. كما يتوقع أن تشهد العلاقات العراقية – الأميركية زخماً اقتصادياً خلال الفترة المقبلة، مع قرب وصول وفد تجاري أميركي إلى بغداد، بحسب مستشار السوداني للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين.
في المقابل، اختارت الفصائل التزام الصمت، استجابةً لتوجيهات قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني، الذي زار بغداد الشهر الماضي والتقى بقيادات سياسية وميدانية بارزة. ووفقاً لمصادر مطلعة، شدد قاآني على ضرورة عدم الإدلاء بأي تصريحات أو مواقف علنية إلى حين اتضاح مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وتشير المعطيات المتاحة إلى أن الفصائل لا تزال تأمل في تسوية تتيح لها استئناف نشاطها لاحقاً تحت غطاء “التكليف الشرعي” في مواجهة إسرائيل، إذا ما تغيرت الظروف. كما تسعى إلى التمييز بين مسألة امتلاكها للسلاح وبين وجودها ككيانات قائمة، في انتظار نتائج التفاهمات الجارية، دون التطرق حالياً إلى مسألة تفكيكها أو دمجها سياسياً.
هذا الجمود الميداني يُقرأ على أنه جزء من صفقة أوسع تُطبخ بهدوء بين طهران وواشنطن، وقد تفضي إلى خريطة جديدة تنعكس على حضور الفصائل العراقية داخل العراق، سواء عبر التجميد المرحلي أو التحول نحو العمل السياسي كما فعلت تشكيلات سابقة.