أخبار العالمأمريكا

الفاتيكان :الإنتخابات الرئاسية الأمريكية هي “معركة الشر ضد الشر “؟

أصبح الناخبون الأمريكيون اليوم يشعرون بالإحباط أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تكرار سيناريو التصويت لمرشح لا يمثل طموحاتهم أو آمالهم، بل لكونه الخيار “الأقل سوءًا”، كما حدث في الانتخابات السابقة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. لكن في انتخابات 2024، يتفاقم الوضع إذ يجد الناخب الأمريكي نفسه مرة أخرى أمام خيار صعب وأمام مسرحيات أمريكية بين محاولات الإغتيال وتراشق التهم و صورة أمريكا بالنسبة للساحة العالمية و عجزها في كبح رقعة الحرب و اتساع رقعتها و أزماتها وديونها و ملف المهاجرين و الحرب الروسية الاوكرانية و المنافس الصيني الصاعد.

.فقد أقرّ الفاتيكان، مؤخرًا، خلال حديثه مع الناخبين الكاثوليك في الولايات المتحدة، بأن كلا المرشحين يمثلان “قوة الشر”، ودعا الناخبين إلى التأمل بعمق في اختياراتهم، مؤكدًا أهمية اختيار المرشح الذي يمثل الشر الأقل في مواجهة التحديات الأخلاقية المعقدة.

في حديثه بعد عودته من جولة في آسيا، أشار البابا فرانسيس إلى مبدأ “اختيار الشر الأقل” في مواجهة القرارات الأخلاقية المتضاربة، وقال: “عليك أن تختار الشر الأقل.. تلك السيدة أم ذلك الرجل؟ لا أعرف، يجب على كل فرد أن يفكر وفق ضميره”. ورغم أنه لم يسم ترامب أو هاريس بشكل مباشر، إلا أنه ألمح بوضوح إلى سياساتهما المثيرة للجدل.

وفي سياق حديثه، شرح البابا موقفه بالإشارة إلى سياسات ترامب المناهضة للهجرة، إضافة إلى دعم هاريس لحق المرأة في الإجهاض. فالبابا وصف رفض استقبال المهاجرين بأنه “خطيئة كبيرة”، في حين شبّه الإجهاض بـ”الاغتيال”، قائلاً: “الشخص الذي يرفض المهاجرين والشخص الذي يقتل الأطفال… كلاهما ضد الحياة”.

وفي انتخابات تتسم بتنافس شديد، تُعد القضايا المحلية والدولية التي تحيط بالنقاشات الانتخابية، سلاحًا حاسمًا لكل من المرشحين، حيث قد يؤدي استخدامه بحكمة إلى تفوق مرشح على الآخر. وقد أظهرت المناظرة الأولى بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس كيف يعتزم كل منهما التعامل مع القضايا الملحة التي تشغل الرأي العام الأمريكي.

إلى جانب القضايا الداخلية المتعلقة بالاقتصاد وأمن الحدود والحقوق الإنجابية، برزت السياسة الخارجية موضوعا رئيسا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن بين الملفات الخارجية مثل العلاقة مع الصين وحرب أوكرانيا، برزت قضية الحرب على غزة بقوة. فما هي مواقف المرشحين من العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وكيف يستغلان هذا الملف في حملتيهما الانتخابية؟

تشدد هاريس على ما  بـ”حق (إسرائيل) في الدفاع عن نفسها”، وتكرر انتقادها لحركة المقاومة “حماس”، معربة عن دعمها لوقف إطلاق النار، لكن، ليس رحمة بأطفال غزة، بل بهدف إعادة الأسرى والقتلى الإسرائيليين. وفي لقاء إعلامي أجرته في فيلادلفيا في 18 سبتمبر، أكدت هاريس مرارًا على “التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه (إسرائيل)”، وهو موقف يتماشى مع إدارة بايدن الحالية.

من جانبه، يدعم ترامب بشكل كامل العدوان الإسرائيلي على غزة. ففي أول مناظرة إعلامية له مع بايدن، أكد ترامب أن “(إسرائيل) ترغب في استمرار الحرب، ويجب السماح لهم بإكمال عملهم”، معارضًا أي وقف لإطلاق النار. كما دعا إلى قمع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية وأشاد بجهود الشرطة لإخلاء المخيمات الطلابية. ترامب يقترح أيضًا إلغاء تأشيرات الطلاب الذين يعبرون عن مواقف معادية لـ”إسرائيل” أو لأمريكا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق