الغرب وخدعة السامية: “تاريخ في الدكتاتورية”
فاتن جباري قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية 09-05-2024
تقديم:
يتضح الوجه الآخر للزيف وكذبة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي صدع بها السياسيون الأمريكيون رؤوس البشر حول العالم.
الحرب على غزة كانت الإمتحان الصعب الذي وقع فيه الساسة الأمريكيون الذين أبدوا تضامنا ودعما لا محدود للقتلة الصهاينة ومجازرهم الوحشية. ومن اخفاق الى أخر تصر الإدارة الامريكية ان تكون في الجانب الهمجي الذي يتعمد القتل وارتكاب المجازر وجرائم الحرب.
اخر هذه المواقف المخزية التي تبناها ساكن البيت الأبيض هو التعامل المخزي والمخيف للمتظاهرين في الجامعات الأمريكية من قبل أجهزة البوليس داخل الحرم الجامعي.
السلطات الامريكية وجهازها الأمني قررت خلع قناع البروتوكولات والديمقراطية وضبط النفس واتشحت بلباس الغضب والحنق ضد الطلاب المتظاهرين والمعتصمين في الحرم الجامعي لجامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات التي شهدت حراكا طلابيا غير مشهود منذ عقود.
في فرنسا، حيث شهدت احتجاجات طالبية أمام جامعة العلوم السياسية في كل من باريس وليون تنديداً بالإبادة الإسرائيلية في غزة.
واعتدت الشرطة الفرنسية بالضرب على عدد من الطلاب المحتجين أمام جامعة العلوم السياسية في باريس، وحاولت تفريق المحتجين بالقوة واستعملت الكثير من العنف.
بدعوى قانون تجريم” معادات السامية”
معادات السامية لفضة غالبًا ما تأتي من جانب المدافعين عن إسرائيل، فهم يعيشون في عقدة الشعور بالاضطهاد بسبب عنصريتهم، ويتخيلون أن كل ما يحل به من مشاكل في علاقاته بالأمم الأخرى إنما يرجع إلى الأصل اليهودي.
يقول متحف الهولوكوست إن المحرقة النازية، خلال الفترة ما بين 1933 و1945، هي “المثال الأكثر تطرفا لمعاداة السامية في التاريخ”.
وتقول الموسوعة البريطانية إن “عاصفة العنف ضد السامية التي أطلقتها ألمانيا النازية تحت قيادة “أدولف هتلر” من عام 1933 إلى عام 1945 لم تصل إلى حد مرعب في ألمانيا نفسها فحسب، بل ألهمت أيضا الحركات المناهضة لليهود في أماكن أخرى”.
دفع استمرار الغرب في تبرير معاداة السامية في القرن الحادي والعشرين إلى النظر في كيفية تجريم الآراء والأفكار والمواقف المناهضة للصهيونية المتطرفة في العالم وأدخلت التشريعات الدولية والمحلية لهذا الغرض.
لقد أقر مجلس النواب الأمريكي، “مشروع قانون مكافحة معاداة السامية” الذي قد ينهي المظاهرات الجامعية بذريعة أنها “معاداة سامية”.
رئيس الكونغرس الجمهوري مايك جونسون الذي بذل جهودا كبيرة للموافقة على المشروع، اعتبر أن المظاهرات الداعمة لفلسطين في الجامعات تخدم موجة “معاداة السامية” وتزيد من التحيز ضد اليهود.
وهو القانون الذي سيحظر انتقاد الكيان الإسرائيلي، فضلا عن أنه سيفرض منع أي تعبر موجه ضد الصهيونية في الجامعات الأمريكية
الديمقراطية تكشف عن قناع الدكتاتورية
موجة اعتقالات نفذتها أجهزة الأمن في الولايات المتحدة داخل الحرم الجامعي ضد الطلبة المحتجين دعما للفلسطينيين وأزالت مخيم اعتصام في جامعة فرجينيا بينما استعدت جامعات أمريكية أخرى لمزيد من الاحتجاجات والاضطرابات خلال حفلات التخرج باعتبار ان عدد المعتقالين من الطلبة من العديد من الجامعات الأمريكية قد فاق ال2000 طالب.
وشهدت جامعة فرجينيا في “شارلوتسفيل” مجددا توترا رغم أن الاحتجاجات اتسمت بالسلمية إلى حد كبير حيث تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور لضباط شرطة يقمعون محتجين من خلال ضربهم و نشر رذاذ كيميائي.
ويحتشد طلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة والدول الأوروبية في عشرات الجامعات للاحتجاج على الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة ولمطالبة الرئيس جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل بوقف إراقة الدماء هناك.
كما يطالبون جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية مثل شركات توريد الأسلحة.
خلاصة
جريمة زائفة بدون أركان، تدعيها الصهيونية التي تأصل لإيديولوجية الفكر المتعصب ونظرية الدم وسياسة تكميم الأفواه.
تختلف مصطلحاتها من “الإسلاموفوبيا” ثم “معادات السامية “حتى تحولت سيفاً مسلطا فوق رقاب الكتاب والصحف والحكومات وإخضاعها لما تريده الصهيونية “تقسيم الشعوب والأمم”.
أما عن أجهزة القمع البوليسي فقد أبانت عن دكتاتورية حقيقية لحكام الغرب في كسر القلم وأسر الكلمة وقهر قلاع النضال والتواقين للتحرر ونصرة الحق والقضية داخل أروقة العلم.