الغرب المنافق يكيل بمكيالين: رفض ألمانيا منح تراخيص لتظاهرات مؤيدة لفلسطين
11-10-2023
رفضت السلطات الألمانية في 13 مايو 2023 منح تراخيص لمظاهرات وتجمعات مؤيدة للفلسطينيين ببرلين بمناسبة ذكرى النكبة، وقالت الشرطة الألمانية إن هذه الفعاليات تتضمن دعوة إلى الكراهية، وتنكر حق إسرائيل في الوجود، وأشارت إلى صلات مزعومة بين التظاهرات وتنظيمات فلسطينية.
أعلنت الحكومة الألمانية في 17 أغسطس 2022، استدعاء رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في برلين للاحتجاج على تشبيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأعمال الإسرائيلية بالمحرقة، قائلاً إن “اسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعا فلسطينيا”، وأردف “50” مجزرة “50” هولوكوست”.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية: “من الواضح بالنسبة لنا، الحكومة والمستشار، أن الاضطهاد والقتل الممنهج لستة ملايين يهودي أوروبي جريمة لا مثيل لها ضد الإنسانية”.
في حين عبر المستشار الألماني أولاف شولتز عن رفضه لتلك التصريحات بعبارات واضحة: “أي تهوين من شأن الهولوكوست هو أمر لا يمكن احتماله ولا قبوله بالذات بالنسبة لنا نحن الألمان”.
أصدر البرلمان الاتحادي الألماني البوندستاغ في 17 مايو 2019 قراراً أدين فيه حركة المقاطعة (BDS) باعتبارها معادية للسامية.
ودعيت المؤسسات الحكومية في ألمانيا إلى عدم دعم أي أنشطة لحركة المقاطعة أو أي مجموعات “معادية للسامية أو تطالب بمقاطعة الإسرائيليين والشركات والمنتجات الإسرائيلية”.
وقد حظيت هذه الخطوة غير العادية للبرلمان بتأييد جميع الأحزاب السياسية بتوافق الآراء: أحزاب الاتحاد المسيحي والديمقراطيون الاجتماعيون والحزب الليبرالي وحزب الخضر.
ولقد لعبت العوامل الاجتماعية والتاريخية أدواراً كبيرة في تشكيل سياسة ألمانيا الرسمية بشأن إسرائيل ـ فلسطين، حيث يُنظر إلى الصراع في المقام الأول من منظور مسؤولية ألمانيا تجاه إسرائيل كممثل قانوني وأخلاقي لليهود الذين وقعوا ضحية للنظام النازي. وتفهم هذه المسؤولية على نطاق واسع على أنها تجعل أي انتقاد للسياسات الإسرائيلية غير مقبول.
و تبعاً للخطاب الرسمي حول “القيم المشتركة” والمسؤولية التاريخية التي تؤطر العلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن دعم إسرائيل مبرر على المستوى المجتمعي بالحاجة إلى منع عودة معاداة السامية.
ولا تختلف ألمانيا في سياستها الخارجية الشاملة عن الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي. سياسة هي مزيج من “التحفظ” تجاه انتهاك السلطات في إسرائيل لحقوق الفلسطينيين، مع توطيد العلاقات الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية مع إسرائيل.
تورطت إسرائيل بقتل عدد من الصحفيين الفلسطينين وكذلك بانتهاكات صريحة ضد المدنيين، منها هدم البيوت ومصادرتها، إلى جانب بناء المستوطنات التي تتعارض مع اتفاق أوسلو والتفاهمات الفلسطينية الإسرائلية، وألمانيا لا تحرك ساكنا بل تتغاضي على الإنتهاكات التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الإنسانية وجرائم الحرب والمجازر ضد المدنيين العزل الفلسطنيين.
كما بات مؤكدا من ان تستمر ألمانيا في سياستها الحالية في زمن “شولتس” الأشتراكي بالموازنة ما بين “التزام تأريخي أمام شعب إسرائيل وما بين حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة المشروعة وعاصمتها القدس.