الغارديان: الغطرسة تقود أردوغان إلى شفير كارثة
لندن-المملكة المتحدة-03-03-2020
ذكرت صحيفة (الغارديان ) البريطانية ،أن حالة أردوغان تشبه حال القادة المستبدين ، حيث يعتقد أنه يدرك أفضل ما يمكن عمله في كل المواقف ولا يتسامح تجاه أي نقد.
وأضافت أن هذه الغطرسة التي قادته في نهاية المطاف هو وبلاده إلى شفير كارثة في سوريا التي شهدت حتى الآن تسع سنوات من التهديدات المدوية وصراعات بالوكالة والتدخلات العسكرية المباشرة.
وقالت الصحيفة،في مقال للرأي أوردته على موقعها الإلكتروني، إن أردوغان الآن يعاني عزلة على كل الأصعدة ، وهو على خلاف شديد مع الفاعلين الكبار في الأزمة السورية، حيث أرسل 7000 من الجنود والقوات المدرعة إلى “إدلب ” خلال شهر فبراير الماضي بهدف تعزيز المواقع العسكرية الحالية ، فيما غرقت تركيا في حرب مفتوحة مع سوريا ، وهاجمت المطارات ومواقع الرادار على خط المواجهة ، وأعلن أن كل عناصر النظام السوري هي أهداف مشروعه لتركيا.
وأضافت أن ما يحدث الآن في شمال غربي سوريا ليس حربا بالوكالة ، بل مواجهة مباشرة بين دولتين متجاورتين شديدتي التسليح ، وهو ما يهدد بأن يعمق انخراط تركيا في الصراع العسكري مع روسيا التي تعد الحليف الرئيسي للأسد.
وأشارت إلى أن المتحدثين باسم أردوغان والآلة الإعلامية المؤيدة للحكومة يجادلون بأن الخسارة التي منيت بها تركيا يوم عندما قتل 33 من جندوها في هجوم على قافلتهم في إدلب هي خطأ من جانب دمشق.
وذكرت الصحيفة أن من الصعب معرفة الحقيقة، في ظل قمع أردوغان للصحافة المستقلة ، غير أن الحقيقة تبدو مختلفة تماما.
وقالت إنه ربما يصل إجمالي القتلى إلى 55 ، وذلك وفقا لمحللين عسكريين، فيما تتحدث التقارير المحلية عن وصول عدد القتلى إلى مائة، ومن المرجح أيضا أن غالبية القتلى لم يقعوا بسبب الطائرات السورية وإنما بسبب الضربات الروسية الجوية اللاحقة ، حسب الصحيفة
وأكدت(الغارديان) أن أردوغان يحصد مجددا بذور ما زرعه ، فقد سخر من حلف “الناتو ” وانتقده مرارا، وكذا زعماء أوروبا وأمريكا بإزدراء وإهانة، حيث اشترى نظاما روسيا للدفاع الجوي بالرغم من الإعتراضات الأمريكية الشديدة، كما عرّض الحرب التي يخوضها الغرب ضد تنظيم “داعش ” للخطر من خلال شن حرب على الأكراد السوريين ، كما سعى الرئيس التركي إلى استخدام أزمة اللاجئين السوريين كسلاح ليركّع الإتحاد الأوروبي ويجبره على الإذعان لرغباته ، وهو ما تسبب في حالة الفوضى الحالية والبؤس على الحدود اليونانية -التركية.
وخلصت الصحيفة إلى القول: ليس من المستغرب أن تتنامى المعارضة الداخلية لأردوغان والتي أثارها المستنقع السوري التي سقطت فيه تركيا ، مشيرة إلى أن تكتيكاته العدوانية وخطابه الغاضب- مثلما هو المعتاد- أثبتا هزيمته.