أخبار العالمالشرق الأوسط

العرب يدفعون نحو تسوية سلمية في سوريا ويؤيدون الحوار الإيراني الأميركي ويطالبون بحلول دبلوماسية لأزمات المنطقة

قسم الأخبار الدولية 16/05/2025

أقرّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم ببغداد مسودة “إعلان بغداد” التي من المنتظر أن يعتمدها القادة العرب في ختام القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، السبت، بدعوة صريحة إلى إطلاق حوار وطني شامل بين جميع مكونات الشعب السوري، وترحيب بالمفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران، مع التحذير من تصعيد الخلافات الإقليمية والدولية بالقوة العسكرية بدل الحوار.

وتضمنت المسودة ثلاثة أقسام: أولها ركّز على قرارات القمة السياسية، وثانيها خصص للقمة التنموية، وثالثها استعرض خمس عشرة مبادرة عراقية جديدة. وتصدرت القضية الفلسطينية مقدمة الإعلان، الذي طالب بوقف فوري للحرب في غزة، ودعا الدول المؤثرة إلى تحمّل مسؤولياتها لإنهاء معاناة المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وجدد القادة رفضهم لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، ودعمهم لإنشاء صندوق عربي إسلامي مشترك لإعادة إعمار غزة، ورحبوا بتشكيل مجموعة عمل تحت إشراف الأمم المتحدة لرعاية أيتام غزة الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف طفل. كما دعوا لنشر قوات حفظ سلام دولية مؤقتة في الأراضي الفلسطينية حتى تنفيذ حل الدولتين، ودعموا دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام.

تأييد لرفع العقوبات عن سوريا وتحركات لعقد مؤتمر وطني سوري شامل

في الملف السوري، أكد “إعلان بغداد” احترام وحدة سوريا وسيادتها ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي، مندداً بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. وشدد على ضرورة المضي نحو تسوية سياسية شاملة تحمي التنوع السوري وتعزز التعايش المجتمعي. ورحّب بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رفع العقوبات عن دمشق، ودعا العراق لاستضافة مؤتمر حوار وطني سوري شامل بالتنسيق مع الجامعة العربية.

مواقف إقليمية موحدة من الأزمات العربية

أظهر الإعلان توافقاً عربياً في دعم سيادة لبنان، ووحدة اليمن، وإيجاد حل سياسي في السودان مع دعم مبادرة “إيغاد” لتوحيد مسارات التسوية، والضغط نحو خروج القوات الأجنبية من ليبيا. كما أكد الدعم الكامل للصومال، وسيادة الإمارات على جزرها الثلاث المتنازع عليها مع إيران، مطالباً طهران بالانخراط في تسوية سلمية.

وفي ما يخص القضايا العالمية، دعا الإعلان لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وأكد دعم جهود مصر والسودان والعراق وسوريا لضمان حقوقها المائية. كما حذّر من تصاعد النزاعات الدولية، مطالباً بالعودة إلى الدبلوماسية لتسوية الخلافات.

ملفات التنمية والاقتصاد في قلب المبادرات

أقرّ القادة في القسم التنموي من الإعلان مبادرة موريتانيا حول “الاقتصاد الأزرق” كمحور استراتيجي للأمن الغذائي، وساندوا مشاريع ريادة الذكاء الاصطناعي والطاقة والصحة، وأطلقوا استراتيجية الأمن الغذائي العربي (2025 – 2035)، ودعموا مشاريع إعادة الإعمار في اليمن والسودان.

العراق يطلق حزمة مبادرات تنموية وإنسانية

اختتم الإعلان بمجموعة مبادرات عراقية، أبرزها “العهد العربي لدعم الشعب السوري” وتأسيس “الصندوق العربي للتعافي وإعادة الإعمار”، ودعوة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بسوريا. كما أطلق العراق مشروع “طريق التنمية”، والمبادرة العربية للأمن الغذائي من الحبوب، وأعلن تأسيس مركز عربي للذكاء الاصطناعي في بغداد.

وتعكس مضامين إعلان بغداد مسعى عربي جماعي لتجاوز الخلافات البينية، وتعزيز الحوار، وتكريس الحلول السياسية السلمية لمعالجة أزمات الإقليم الممتدة من فلسطين إلى السودان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق