العراق يحذر من مخططات «داعش» للهجوم على سجن الهول ويطالب بتسليم السجناء العراقيين لتفادي خطر تفلّت أمني في المنطقة

قسم الأخبار الدولية 14/04/2025
حذر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، عبد الكريم عبد فاضل (أبو علي البصري)، من تصاعد التهديدات الأمنية المحيطة بسجن مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، والذي يُعد أحد أكثر المواقع حساسية في ملف «الإرهاب العابر للحدود». وكشف البصري أن تنظيم «داعش» يسعى لتنفيذ هجوم على السجن الخاضع لحراسة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف تحرير آلاف المعتقلين من عناصره، من بينهم نحو 1900 عراقي محتجزين بتهم الانتماء للتنظيم.
وأوضح المسؤول الأمني العراقي، في تصريحات نقلتها صحيفة «الصباح» الرسمية، أن التنظيم يواجه بيئة محاصرة في سوريا نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها «قسد»، والتي تضيق الخناق على فلوله وتمنعهم من إعادة بناء قدراتهم العملياتية. لكنه أشار إلى أن الخطر لا يزال ماثلاً، في ظل محاولات التنظيم فتح جبهات جديدة والتمدد عبر استهداف مواقع حساسة كالهول.
ودعا البصري إلى تحرك سريع من جانب «قسد» لتسليم السجناء العراقيين إلى حكومة بغداد، محذرًا من أن أي تراخٍ في هذا الملف قد يؤدي إلى انفلات أمني واسع في شمال سوريا، وانعكاسات مباشرة على أمن العراق والمنطقة. وأكد أن التنسيق الأمني والاستخباراتي بين العراق وشركائه يظل فاعلًا، وأن جهاز الأمن الوطني يراقب تحركات التنظيم بدقة، بما يشمل امتداداته خارج الحدود العراقية.
وفي سياق متصل، أكد البصري أن «داعش» يمر حاليًا بمرحلة من التراجع الحاد داخل العراق، إذ يتكبد خسائر مالية وبشرية متلاحقة، خصوصًا مع حملات الاستهداف الجوي والبري المتكررة التي تنفذها القوات العراقية ضد معاقله في جبال حمرين وصحراء الأنبار. وأشار إلى أن بقايا التنظيم، إلى جانب بعض عناصر «حزب البعث» المنحل، يحاولون تضليل الرأي العام بإشاعات حول تدخل عسكري خارجي وشيك في العراق، في محاولة لإحياء خطاب دعائي موجه.
ويعكس هذا التحذير العراقي تصاعد القلق من أن يؤدي أي اختراق أمني في سجن الهول إلى انفجار إقليمي جديد، خاصة مع احتفاظ التنظيم بهياكل سرية تنتظر فرصة للتفلت من الرقابة الأمنية. ويضم المخيم آلاف النساء والأطفال والرجال من جنسيات متعددة، ويشكّل أحد أكبر التحديات الأمنية والإنسانية في مرحلة ما بعد «داعش»، وسط غياب حل دولي واضح بشأن مصيرهم.