العراق يتهم تركيا بعدم الالتزام بإطلاقات المياه ويُحذّر من أزمة غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي

قسم الأخبار الدولية 07/07/2025
اتهمت وزارة الموارد المائية العراقية، تركيا بعدم تنفيذ الالتزامات المتفق عليها بشأن الإطلاقات المائية، ما فاقم من أزمة شح المياه التي تعاني منها البلاد، وهدد الأمن الغذائي وسبل المعيشة في مناطق واسعة من العراق.
وقال وزير الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، إن تركيا لم تلتزم بالإفراج عن 420 متراً مكعباً في الثانية من المياه، وهو الرقم الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً لشهري يوليو وأغسطس. وأوضح أن الإطلاقات المائية الواردة من تركيا وسوريا إلى العراق لا تتجاوز حالياً 353 متراً مكعباً في الثانية، بينما يحتاج العراق إلى نحو 600 متر مكعب يومياً لتلبية حاجاته في نهري دجلة والفرات.
ويأتي تصريح الوزير بعد إعلان رئيس البرلمان، محمود المشهداني، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وافق على تلك الإطلاقات، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بحسب السلطات العراقية.
من جانبه، أكد رئيس لجنة الزراعة والأهوار النيابية، فالح الخزعلي، أن تركيا لم تنفذ أي زيادات فعلية في كمية المياه، وقال إن الكميات الحالية الواردة عبر دجلة والفرات لا تتجاوز 350 متراً مكعباً في الثانية، مشيراً إلى أن الحاجة الفعلية للعراق تتجاوز 800 متر مكعب في الثانية، وأن نقص المياه يهدد الأمن الغذائي ويؤثر بشكل مباشر على شط العرب.
وذهب عضو اللجنة النيابية ثائر مخيف إلى أبعد من ذلك، متهماً تركيا باستخدام ورقة المياه كورقة ضغط سياسية، حيث ربطت زيادة الإطلاقات بإحالة مشاريع بناء السدود العراقية إلى شركات تركية. كما حذر من اندلاع احتجاجات شعبية في المناطق المتضررة من الجفاف، التي وصلت في بعضها إلى درجة فقدان مياه الشرب.
وتشير التقارير الفنية إلى أن الخزين المائي في العراق يشهد تراجعاً غير مسبوق منذ 80 عاماً، مع انخفاضه إلى أقل من 9 مليارات متر مكعب حالياً، مقارنة بـ26 ملياراً في العام الماضي. ويعود ذلك إلى السياسات المائية التركية والإيرانية، وتفاقم الجفاف، وسوء إدارة الموارد المائية داخل العراق.
وتراجعت مستويات المياه في سد الموصل إلى أقل من 3 مليارات متر مكعب، رغم سعته البالغة 11 ملياراً، ما أدى إلى انكشاف قرى وأطلال أثرية كانت مغمورة بالمياه. كما أكد مدير سد دوكان، في محافظة السليمانية، انخفاض الخزين إلى ربع الطاقة الاستيعابية للسد، بسبب تراجع الإيرادات المائية وتفاقم الجفاف الذي وصفه بأنه الأسوأ منذ نصف قرن.
وبينما يواجه العراق تحدياً وجودياً في ملف المياه، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخلات دبلوماسية عاجلة، وتفعيل الاتفاقات الدولية الملزمة، لضمان حقوق العراق المائية وتجنب تفاقم الأزمة إلى مستويات تهدد الاستقرار الداخلي.