العراق: المحتجون يتحدون الحكومة واتهامات لإيران بهندسة النظام السياسي
واصلت القوات العراقية إطلاق الرصاص الحي، ضد متظاهرين في العاصمة بغداد، بعد ليلة عنف دامية قتل خلالها خمسة مواطنين أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء بجنوب العراق، حيث اتسعت رقعة العصيان المدني الذي يشل حركة الطرقات والمرافق النفطية والإدارات الرسمية.
وقالت وسائل إعلام عراقية إن المحتجين تحدوا دعوة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، المطالبة بـ”العودة إلى الحياة الطبيعية”، فيما لاتزال معظم المدارس الحكومية مغلقة في بغداد ومدن الجنوب، حيث رفع متظاهرون لافتات كبيرة على مباني المؤسسات الحكومية كتب عليها “مغلق باسم الشعب”.
وشهدت بغداد اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، في شارع الرشيد وسط العاصمة، وذلك خلال محاولة المتظاهرين عبور جسر الأحرار، ثالث الجسور التي يسعى المتظاهرون إلى قطعها، من أصل خمسة جسور في بغداد، بهدف تنفيذ العصيان المدني.
يشار إلى أن وصول المظاهرات إلى شارع الرشيد يعد تطورا نوعيا في حركة التظاهرات العراقية، حيث يعد شارعا تاريخيا مهما.
وشهدت الساحة المذكورة عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، التي تتقدم تارة وتنسحب تارة أخرى، بينما تسمع أصوات إطلاق رصاص بوضوح.
وتزايد عدد المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، برغم حظر التجوال الليلي الذي فرضه الجيش. كما شهدت شوارع العاصمة خروج مئات السيارات التي أطلقت العنان لأبواقها وتعالت منها الأناشيد والأغاني الوطنية رافعة أعلاماً عراقية.
ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي، إيران بأنها مهندسة النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسداً ويطالبون بإسقاطه. وشهدت الإحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل نحو 260 شخصاً على الأقل..
ووسط دعوات الناشطين إلى عصيان مدني، تزايدت المشاركة لتشمل نقابات، بينها نقابة المعلمين التي أعلنت إضراباً عاماً أدى إلى شلل في معظم المدارس الحكومية في العاصمة والجنوب.
وفي بغداد، قطع متظاهرون الطرق الرئيسة في أحياء متفرقة، بينها مدينة الصدر، لمنع حركة السير، ولم تتدخل قوات الشرطة التي اكتفت بالمراقبة، وشارك متظاهرون آخرون، بينهم طلاب مدارس وجامعات، في إضراب نقابة المعلمين الذي أُعلن الأسبوع الماضي.
بدورها، أعلنت نقابات المهندسين والمحامين والأطباء عن إضراب عام كذلك، دعماً للإحتجاجات، فيما قطع متظاهرون الطرق في الكوت، كبرى مدن محافظة واسط جنوب بغداد.
وانقطعت خدمة الإنترنت مجددا، اليوم الثلاثاء، في أغلب مناطق العراق، وذلك بعد ساعات من إعادة للخدمة.
وذكرت قناة (السومرية نيوز) العراقية أن وزارة الاتصالات أوالجهات المعنية لم تصدر أي توضيح حول أسباب القطع المفاجىء للخدمة، إلا أن شركات اتصال الهاتف المحمول نوهت لمستخدميها بأن القطع جاء خارج إرادتهم.
وكانت السلطات العراقية قد أوقفت خدمة الإنترنت – ليلة أمس – في خطوة مفاجئة في عموم البلاد ما عدا إقليم كردستان وسط الاحتجاجات التي تشهدها البلاد للمطالبة بتحسين الخدمات، إلا أن الخدمة عادت صباح اليوم.