العراق: الإحتجاجات تستعيد زخمها وترفض ترشيح السهيل لرئاسة الحكومة
بغداد-العراق-24-12-2019
عادت الإحتجاجات في العراق، أمس الإثنين، مع تظاهرات وقطع طرق وجسور بالإطارات المشتعلة ، رفضاً لترشيح قصي السهيل لرئاسة الحكومة، وتنديداً بالطبقة الحاكمة، التي فشلت حتى الآن في الإتفاق على تسمية رئيس جديد للوزراء.
واتهم المحتجون، وفق الشعارات المرفوعة، إيران بالتدخل في تسمية رئيس الحكومة المرتقب ،مؤكدين أن المنصب أصبح أسيراً للتوافق السياسي.
وتصاعدت المظاهرات وتحولت إلى عصيان مدني في مدن الديوانية والناصرية والحلة والكوت والعمارة، في جنوب البلاد، حيث أغلقت المدارس والدوائر الحكومية أبوابها أمس.
وأعلنت محافظة الناصرية اعتبار أمس عطلة رسمية، تحسّبا لأي تصعيد قد تشهده المحافظة على خلفية التوترات التي ترافق تسمية رئيس جديد للحكومة، فيما قام عشرات المتظاهرين في بغداد بالإضراب عن الطعام حتى تتحقق مطالبهم بتسمية مرشح مستقل لتشكيل الحكومة، وتمرير قانون الإنتخابات العراقية الجديد، فيما أغلق متظاهرو البصرة الطرق المؤدية إلى الحقول النفطية بالإطارات.
وجاء التصعيد رداً على ترشيح رئيس وزراء جديد للمرحلة المؤقتة من الأحزاب الحاكمة منذ 2003 حتى الآن، والمتهمة بالفساد وسرقة ثروات العراق.
وقطع المحتجون، في البصرة، بعض الطرق الرئيسة، مثل طريق خور الزبير باتجاه أم قصر، أما في محافظة المثنى، فتصاعدت أعمدة الدخان جراء قطع الطرق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على تصرفات الكتل السياسية.
من جانبها، نشرت الحكومة العراقية، أمس، قوات عسكرية وأمنية واستخبارية في الشوارع والساحات والأزقة، وفي محيط الأبنية الحكومية والمدارس وحول البنوك والمتاجر، معززة بالآليات والعجلات العسكرية، وهم يحملون الأسلحة.
وهدّد متظاهرون عراقيون، بتصعيد وتيرة الإحتجاجات في حال إصرار القوى والأحزاب والكتل البرلمانية على تمرير المرشح قصي السهيل، لتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي ذات السياق ، كشفت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح، عن أن الرئيس أبلغ الكتل السياسية بأنه يفضل أن يقدم استقالته على أن يكلف شخصاً لرئاسة الوزراء دون انسجام مع مطالب الشارع.
ويأتي هذا الموقف بعدما رفض صالح الضغوط التي مورست عليه، لتكليف مرشح كتلة البناء قصي السهيل، المدعوم من إيران، رغم نهاية المهلة الدستورية.
وأرسلت خمس كتل نيابية في البرلمان العراقي، الليلة قبل الماضية، إلى رئاسة الجمهورية كتاباً رسمياً يسمي السهيل رئيساً للحكومة الجديدة، فيما خرجت بالتزامن تظاهرات منددة بترشيح الأخير.