الضفة الغربية تتآكل تحت الجرافات الإسرائيلية ومخيمات اللاجئين تتحول إلى “مخيمات أشباح” وسط موجات نزوح واسعة

قسم الأخبار الدولية 09/07/2025
أطلقت إسرائيل واحدة من أعنف حملاتها العسكرية في الضفة الغربية منذ عقود، متسببة في تهجير واسع النطاق وتدمير شامل للبنية التحتية في عدد من مخيمات اللاجئين، على رأسها مخيما طولكرم ونور شمس. وقدر مركز “بتسيلم” الحقوقي عدد النازحين بما لا يقل عن 40 ألفاً، بعد أن طالت العمليات مناطق سكنية مكتظة، وأدت إلى هدم أكثر من 210 مبانٍ، بحسب تصريحات محافظ طولكرم عبد الله كميل.
بدأت العملية العسكرية في يناير 2024، مدفوعة، حسب الجيش الإسرائيلي، بـ”أهداف أمنية” لمواجهة “نشاطات مسلحة”، غير أن حجم الدمار وشهادات السكان تشير إلى أهداف أعمق، وسط مخاوف متزايدة من محاولات لفرض وقائع جديدة على الأرض، تمهيداً لضم مناطق من الضفة الغربية بشكل دائم.
وقال مالك لطفي، وهو أحد النازحين من مخيم طولكرم، إن عائلته أجبرت على المغادرة تحت تهديد السلاح، ولم يسمح لها بالعودة منذ ستة أشهر، مشيراً إلى أن مئات العائلات تعيش أوضاعاً مأساوية بين المدارس المزدحمة والأراضي الزراعية المفتوحة. وأضاف أن أي محاولة للدخول إلى المخيم لجلب الأغراض الشخصية قد تنتهي بالاعتقال أو إطلاق النار.
ورصدت وكالة “رويترز” مشاهد لآليات إسرائيلية تجرف الطرق والمباني، فيما أُجبر السكان على جمع ما تبقى من ممتلكاتهم فوق شاحنات صغيرة، وسط شوارع تحولت إلى ركام. وقال شهود عيان إن الجرافات تواصل فتح طرق عريضة داخل المخيمات، على غرار ما شهدته غزة، ما يعكس توجهاً لتغيير الطابع المدني للمخيمات وتحويلها إلى مناطق خاضعة لسيطرة عسكرية دائمة.
وعلى الصعيد الدولي، تصاعدت الانتقادات الموجهة لإسرائيل، خصوصاً مع اتساع نطاق التدمير والتهجير، وظهور تقارير تتحدث عن استخدام أساليب مشابهة لتلك التي استُخدمت في الحرب على غزة، بما في ذلك التدمير العمدي للبنى التحتية المدنية وفرض مناطق مغلقة غير قابلة للعيش.
وقال شاي بارنيس، من مركز “بتسيلم”، إن إسرائيل تنقل تكتيكات الحرب على غزة إلى الضفة، ما يُعد تطوراً خطيراً من شأنه أن يعمّق معاناة السكان المدنيين ويدفع نحو انفجار أوسع في المنطقة.
ورغم نفي الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين وتأكيده احترام القانون الدولي، تؤكد الأرقام والصور والقصص أن الواقع في الضفة يسير في اتجاه مختلف، حيث تتزايد الضغوط المعيشية ويغيب أي أفق سياسي للحل، بينما تتحول المخيمات إلى “مدن أشباح” بلا كهرباء ولا مياه ولا مأوى.