آسياأخبار العالمأوروبا

الصين وألمانيا تعقدان الجولة الثامنة من الحوار الإستراتيجي حول الدبلوماسية والأمن

صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال الجولة الثامنة من الحوار الإستراتيجي الصيني-الألماني حول الدبلوماسية والأمن التي عقدت هنا يوم الخميس بأن وجود علاقات جيدة بين الصين وألمانيا لن يسهم فقط في دفع التطور الإيجابي الشامل للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وإنما يحمل أيضا أهمية كبيرة للاستقرار والتنمية العالميين.

وقد ترأس وانغ المحادثات بالاشتراك مع وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول.

وذكر وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، كما دخلت الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا عقدا جديدا.

وأشار إلى أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك بين الصين وألمانيا تمر بمرحلة حاسمة، تستند فيها إلى الإنجازات السابقة للمضي قدما نحو المستقبل والمساهمة في تشكيل ملامحه.

وقال إن الصين وألمانيا، باعتبارهما ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم، تتحملان مسؤوليات دولية هامة وتحملان آمال جميع أصحاب المصلحة، مشيرا إلى أنه يتعين على البلدين التكاتف لإعادة التأكيد على الثقة المتبادلة، ومواصلة توطيد التعاون، والاستمرار في تعميق العلاقات الثنائية.

وشدد وانغ على أنه في مواجهة الوضع الدولي المضطرب الراهن، وخاصة تصاعد الحمائية، ومناهضة العولمة، وممارسات التنمر الأحادية، يجب على الصين وألمانيا تعزيز التواصل والتنسيق الإستراتيجيين.

وأضاف وزير الخارجية الصيني أنه يتعين على البلدين ضخ المزيد من اليقين في العالم من خلال البناء على العلاقات المستقرة بينهما، والدعوة المشتركة إلى التعددية وممارستها، والتمسك بالنظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته وكذلك الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة، والالتزام بتطوير شراكة إستراتيجية شاملة تتسم بمزيد من الموثوقية والاستقرار وقابلية التنبؤ.

وأشار وانغ إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أجرى مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، حددت اتجاه المرحلة المقبلة من العلاقات الصينية-الألمانية ونبرتها.

ورغم التغيرات الحاصلة في المشهد الدولي، فقد حافظت العلاقات الصينية-الألمانية على تطور مطرد، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أسلوب تعاملهما مع بعضها البعض، التي يتسم بالاحترام المتبادل، والبحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا، والسعي إلى تحقيق تعاون مربح للجانبين، هكذا قال وانغ، واصفا ذلك بالمنطق الأساسي للتنمية المستدامة للعلاقات الصينية-الألمانية.

وذكر أن بالنظر إلى الاختلافات في التاريخ والثقافة والنظم الاجتماعية بين الصين وألمانيا، فإن وجود بعض التباينات أمر طبيعي، مشيرا إلى أن المفتاح يكمن في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة، والنظر إلى هذه الاختلافات بهدوء وعقلانية.

وأكد أن الصين تضع علاقاتها مع ألمانيا في موقع مهم ضمن دبلوماسيتها، وتثمن الموقف الإيجابي والعقلاني للحكومة الألمانية الجديدة تجاه تطوير العلاقات مع الصين.

وأعرب وانغ عن أمله في أن يدعم الجانب الألماني جهود الصين لتحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل، تماما مثلما دعمت الصين إعادة توحيد ألمانيا دون قيد أو شرط، وأن تلتزم تماما بمبدأ صين واحدة.

كما أشار وانغ إلى أن ألمانيا، باعتبارها دولة كبرى رئيسية في الاتحاد الأوروبي، بذلت جهودا إيجابية لدفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، معربا عن أمله في أن تواصل ألمانيا الاضطلاع بدور بناء في تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ومن جانبه، ذكر فاديفول أن ألمانيا ترغب في أن تكون شريكا موثوقا وقابلا للتنبؤ في التعاون مع الصين.

وأشار إلى أنه في عصر مليء بالأزمات والتحديات، من المهم جدا أن تحافظ ألمانيا والصين على تواصل وتنسيق وثيقين.

وقال إن البلدين لديهما تاريخ طويل من التبادلات وأساس متين لشراكتهما، مضيفا أنهما يتشاركان التوافق حول العديد من القضايا ويستطيعان التعامل بشكل ملائم مع الاختلافات والخلافات باحترام متبادل وموقف بناء.

ولفت فاديفول إلى أن ألمانيا تتطلع إلى تعزيز التبادلات مع الصين وتقوية التعاون الثنائي بشكل مستمر.

وأكد تمسك الحكومة الألمانية بحزم بسياسة صين واحدة.

وخلال المحادثات، أجرى الجانبان أيضا تبادلا متعمقا للآراء بشأن الأزمة الأوكرانية، والقضية النووية الإيرانية، والوضع في الشرق الأوسط، والتنسيق الإستراتيجي متعدد الأطراف. واتفقا على تعزيز التواصل والتنسيق للعمل من أجل وقف إطلاق النار، وإنهاء النزاعات، وتسوية النزاعات سلميا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق