آسياأخبار العالم

الصين و«آسيان» توقِّعان اتفاقية تجارة حرة مُحسَّنة لمواجهة الرسوم

وقّعت الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا «آسيان» اتفاقية تجارة حرة مُحسَّنة تهدف إلى توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية المتزايدة، وذلك خلال قمة عقدت في كوالالمبور شهدها قادة ماليزيا والصين. وتمثل النسخة الثالثة من الاتفاقية «3.0» خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة بين الطرفين، عبر إدخال قطاعات جديدة تشمل الاقتصاد الرقمي والأخضر والصناعات المبتكرة، بما يعكس توجه بكين لترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية منفتحة وسط تحولات النظام التجاري العالمي.

وتُعد «آسيان» الشريك التجاري الأول للصين، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 771 مليار دولار العام الماضي، فيما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول الرابطة مجتمعة حوالي 3.8 تريليون دولار. وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمته أمام القمة إن «الصين و(آسيان) مطالبتان بتسريع تحرير التجارة والاستثمار وتعزيز التكامل الصناعي لضمان استقرار سلاسل الإمداد الإقليمية».

وبدأت المفاوضات حول النسخة الجديدة من الاتفاقية في نوفمبر 2022 واكتملت في مايو الماضي بعد سلسلة من الإجراءات الحمائية الأميركية. وأكد رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ أن الترقية الجديدة «ستفتح أسواقاً جديدة أمام السلع والخدمات، وتخلق فرصاً واسعة في القطاعات المستقبلية مثل التكنولوجيا الحيوية والرقمية والزراعة المستدامة». كما تشكل الاتفاقية مكملًا لاتفاق «الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة» الذي يضم الصين و«آسيان» وعدداً من الاقتصادات الكبرى في آسيا، ويغطي نحو 30% من الناتج العالمي.

ورغم الطابع الاقتصادي للاتفاق، ألقى التوتر في بحر الصين الجنوبي بظلاله على القمة، خصوصاً بعد الانتقادات التي وجهها الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن لبكين، وردّ الخارجية الصينية باتهام مانيلا بـ«الاستفزاز الأحادي». ودعا لي تشيانغ إلى تسريع المفاوضات الخاصة بـ«مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي»، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الثقة الاستراتيجية لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.

وجاء التوقيع أيضاً في سياق مساعٍ صينية لتخفيف تداعيات الحرب التجارية مع واشنطن، إذ أشار المفاوضون في كوالالمبور إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة بانتظار اجتماع الرئيسين شي جينبينغ ودونالد ترمب في سيول. وقال لي إن «على العالم أن يرفض منطق القوة ويعمل على تعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف أكثر عدلاً وانفتاحاً»، مؤكداً التزام الصين ببناء شبكة تجارة إقليمية متماسكة تدعم التكامل الاقتصادي الآسيوي في مواجهة الحمائية الغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق