آسياأخبار العالمأمريكا

الصين تنافس الولايات المتحدة في السباق نحو “عصر الدماغ” وتطلق تقنية طبية متطورة لقراءة الأفكار وتحويلها إلى حركات وكلمات

استعرضت الصين خلال الأشهر الماضية إنجازاً تكنولوجياً غير مسبوق في مجال واجهات الدماغ والحاسوب (BCI)، بعدما نجحت في زرع شريحة لاسلكية بحجم العملة المعدنية تُدعى “Beinao-1” في دماغ مريضة مصابة بالتصلب الجانبي الضموري، وأتاحت لها التعبير عن أفكارها لأول مرة منذ سنوات باستخدام نصوص تظهر مباشرة على شاشة الكمبيوتر.

هذه التجربة التي قادها المعهد الصيني لأبحاث الدماغ (CIBR) تمثل لحظة فارقة في السباق العلمي العالمي نحو فك تشفير إشارات الدماغ، وهو مجال كانت الولايات المتحدة رائدة فيه منذ سبعينات القرن الماضي، لكنها تواجه اليوم منافسة متزايدة من الصين التي تسعى لتسريع وتيرة التطوير والتجريب.

قادت شركة NeuCyber NeuroTech الناشئة التجربة بدعم من الحكومة الصينية، وخططها تمتد لزرع الشريحة في ما بين 50 و100 مريض خلال عام واحد فقط، وسط طلب متزايد من مرضى غير قادرين على التواصل بسبب إصابات أو أمراض عصبية.

وعلى الرغم من أن عدد المرضى الذين خضعوا للزرع لا يزال محدوداً (خمسة فقط حتى مايو 2025)، فإن الصين تعادل بذلك شركة “Neuralink” التابعة لإيلون ماسك، وتتقدم في بعض الجوانب على شركة “Synchron” الأميركية المدعومة من جيف بيزوس وبيل غيتس.

يرى خبراء الأعصاب، مثل البروفيسور ماكسيميليان ريزنهوبر من جامعة جورج تاون، أن الصين لا تكتفي بلعب دور اللحاق، بل باتت تنافس فعلياً وتبتكر نماذج جديدة أقل تدخلاً جراحياً، ما قد يمنحها ميزة على المدى الطويل.

وتعكس هذه الخطوة جزءاً من الاستراتيجية الصينية الأوسع للتحول إلى قوة علمية عظمى، إذ أدرجت تكنولوجيا الدماغ في خططها الخمسية منذ عام 2016، وضاعفت استثماراتها في البحث والتطوير، مع إصدار مبادئ أخلاقية تنظيمية وتشجيع تجاري واسع النطاق من الحكومات المحلية.

في ظل تزايد التوترات التكنولوجية بين بكين وواشنطن، تمثل واجهات الدماغ والحاسوب ساحة جديدة للصراع العلمي، حيث لا يقتصر الرهان على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد ليشمل البعد الاستراتيجي والسيادي، مع محاولة كل طرف إثبات قدرته على قيادة الثورة العصبية المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق