الصين تستضيف روسيا وإيران في محادثات ثلاثية حول الملف النووي الإيراني وسط تعقيدات دولية متزايدة

قسم الأخبار الدولية 12/03/2025
تستعد الصين لاستضافة محادثات ثلاثية مع روسيا وإيران يوم الجمعة، لمناقشة برنامج طهران النووي، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الصينية، في خطوة تعكس جهود بكين لتعزيز دورها الدبلوماسي في القضايا الدولية الحساسة.
محادثات ثلاثية لبحث التطورات النووية الإيرانية
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن الأطراف الثلاثة ستتبادل وجهات النظر حول الملف النووي الإيراني وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، دون تقديم تفاصيل إضافية حول جدول الأعمال أو النتائج المتوقعة من المحادثات. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامج إيران النووي والعقوبات الغربية المفروضة عليها.
إيران ترفض تفكيك برنامجها النووي لكنها منفتحة على الحوار
في سياق متصل، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنها منفتحة على إجراء مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة، شريطة أن يكون الهدف منها معالجة المخاوف المتعلقة بإنتاج أسلحة نووية، لكنها رفضت أي محاولة تهدف إلى تفكيك برنامجها النووي السلمي. وقالت البعثة في منشور على منصة إكس إن مثل هذه المفاوضات لن تُعقد أبداً إذا كانت تهدف إلى تعطيل المشروع النووي الإيراني.
واشنطن وطهران.. تجاذبات حول مستقبل الاتفاق النووي
تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، لإعادة سياسة الضغط القصوى على طهران، وهي السياسة التي تبناها خلال ولايته الأولى لعزل إيران اقتصادياً وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر.
وفي المقابل، لم تحدد الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن موقفاً واضحاً من إمكانية إحياء الاتفاق النووي، في ظل تعقيدات تشمل العقوبات الأميركية، والتقارب الإيراني الروسي، والمحادثات الجارية مع الصين.
دور الصين في الملف النووي الإيراني
تسعى الصين إلى لعب دور أكثر فعالية في الدبلوماسية الدولية، حيث تعتبر أحد الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لإيران، وتواصل دعمها لطهران في مجلس الأمن، إلى جانب تعاونها مع روسيا في مواجهة السياسات الأميركية الأحادية. وتأتي هذه المحادثات في وقت تحاول فيه بكين وموسكو تعزيز تحالفهما الاستراتيجي في مواجهة الضغوط الغربية، خاصة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات المتزايدة على البلدين.
يبدو أن المحادثات المرتقبة في بكين تمثل محطة جديدة في الجهود الرامية إلى ضبط مسار البرنامج النووي الإيراني وسط تصاعد الضغوط الدولية. ومع استمرار الجمود في المفاوضات الأميركية الإيرانية، تعكس هذه الاجتماعات محاولة بكين وموسكو لعب دور أكبر في إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، في ظل تحالف متنامٍ بين إيران والصين وروسيا في مواجهة النفوذ الأميركي.