أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

الصين تدعو إلى التهدئة في البحر الأحمر وتعارض التصعيد العسكري

دعت الصين، اليوم الاثنين، إلى خفض التوتر في البحر الأحمر، مشددة على ضرورة اللجوء إلى الحوار لتفادي تصعيد جديد، وذلك بعد إعلان جماعة الحوثي المدعومة من إيران تنفيذ هجومين متتاليين على حاملة طائرات أميركية خلال 24 ساعة.

بكين تحذر من تصاعد الأزمة وتؤكد موقفها الداعم للاستقرار

أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي أن “الصين تعارض أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في البحر الأحمر”، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه التوترات عقب إعلان الولايات المتحدة عن ضربات جوية جديدة استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن، أسفرت – وفق مسؤولين أميركيين – عن مقتل عدد من قادتهم، في خطوة تهدف إلى وقف الهجمات على السفن التجارية والعسكرية في الممرات البحرية الاستراتيجية.

واشنطن تتعهد بمواصلة الحملة الجوية وتحذر من دعم إيران للحوثيين

تعهد مسؤولون أميركيون بمواصلة الضربات الجوية ضد الحوثيين إلى حين توقف هجماتهم على السفن المبحرة عبر البحر الأحمر، كما لوحوا باتخاذ إجراءات مباشرة ضد إيران، التي يُعتقد أنها تقدم الدعم العسكري والتقني لجماعة الحوثي.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن العمليات الأخيرة استهدفت مراكز قيادة ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين، مما أدى إلى مقتل “عدد كبير” من قادتهم العسكريين، في حين قالت وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون في صنعاء إن الضربات أسفرت عن مقتل 53 شخصًا على الأقل.

تداعيات الهجمات على أمن الممرات البحرية والتجارة العالمية

يُعد البحر الأحمر ممرًا حيويًا لحركة التجارة العالمية، حيث يمر عبره نحو 12% من حجم التجارة الدولية، ما يجعل أي اضطراب أمني فيه ذا تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق. وقد دفع استمرار الهجمات البحرية العديد من شركات الشحن إلى تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وزيادة المخاوف من تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي.

الصين بين الوساطة والمصالح الاستراتيجية

تشكل تصريحات بكين جزءًا من سياستها الداعية إلى الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل علاقاتها الاقتصادية الواسعة مع دول الشرق الأوسط، فضلًا عن ارتباطها بمشاريع استراتيجية مثل مبادرة “الحزام والطريق”، التي تعتمد بشكل أساسي على ممرات آمنة للتجارة البحرية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين للحفاظ على توازن دبلوماسي في المنطقة، تراقب بكين عن كثب تطورات الأوضاع، خصوصًا مع تنامي التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات على أمن الطاقة وحركة التجارة الدولية.

مستقبل الأزمة: هل تساهم الصين في إيجاد حل؟

مع استمرار التهديدات العسكرية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الصين ستلعب دورًا أكبر في تهدئة الأوضاع عبر قنواتها الدبلوماسية، لا سيما في ظل علاقاتها مع طهران وصنعاء، فضلًا عن تواصلها مع القوى الغربية الفاعلة في الأزمة.

ورغم تأكيد بكين على موقفها الرافض للتصعيد، فإن فاعلية أي جهود دبلوماسية ستظل مرهونة بموقف الأطراف المنخرطة في النزاع، ومدى استعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلًا من اللجوء إلى التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق