الصين تحذر من «خطورة» خطة الفلبين لنشر صواريخ متوسطة المدى وتصفها بـ«غير المسؤولة للغاية»
قسم الأخبار الدولية 23/12/2024
حذرت الصين من أن خطة الفلبين لنشر صواريخ متوسطة المدى على أراضيها تُعد خطوة «غير مسؤولة للغاية»، معتبرة أنها ستؤدي إلى تصعيد التوترات في منطقة بحر الصين الجنوبي، وتهديد الاستقرار الإقليمي. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الذي شدد على أن هذه التحركات قد تؤدي إلى زعزعة الأمن الإقليمي وتقويض الثقة بين دول المنطقة.
خلفيات القرار الفلبيني وتبريراته
تأتي هذه الخطوة من جانب مانيلا في إطار تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية، خاصة بعد تنامي المخاوف الأمنية نتيجة التوترات المستمرة في بحر الصين الجنوبي. وتعتزم الفلبين نشر منظومات صواريخ متوسطة المدى بالتعاون مع حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لتعزيز قدراتها الرادعة في مواجهة أي تهديدات محتملة.
أكدت الحكومة الفلبينية أن هذا القرار يأتي في إطار الدفاع عن سيادتها وحماية مصالحها الاقتصادية في مناطقها البحرية المتنازع عليها، مشيرة إلى أن الانتشار العسكري هو إجراء دفاعي بحت.
الموقف الصيني واتهامات بتصعيد الأوضاع
اعتبرت بكين أن نشر هذه الصواريخ، خاصة إذا كانت من صنع أمريكي، يهدد مبدأ الأمن الجماعي الإقليمي، ويعزز من حالة العسكرة المتنامية في المنطقة. وأكدت الخارجية الصينية أن هذه الخطوة قد تجعل من الفلبين «أداة» في إطار استراتيجيات قوى خارجية تهدف إلى احتواء الصين.
ودعت الصين الفلبين إلى مراجعة قرارها، والالتزام بالاتفاقيات والحوارات الثنائية لحل النزاعات البحرية بشكل سلمي دون اللجوء إلى تصعيد عسكري قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثارت تصريحات الصين ردود فعل متباينة؛ فقد عبرت الولايات المتحدة عن دعمها لخطوات مانيلا لتعزيز قدراتها الدفاعية، مؤكدة أن هذا التعاون يأتي في إطار تحالف استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
من جانبها، أبدت دول مجاورة مثل ماليزيا وإندونيسيا مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى سباق تسلح إقليمي قد يؤثر على استقرار المنطقة ويهدد حرية الملاحة البحرية.
التحديات المستقبلية أمام العلاقات الصينية الفلبينية
تواجه العلاقات بين الصين والفلبين اختبارًا حقيقيًا في ظل استمرار الخلافات بشأن السيادة على مناطق بحر الصين الجنوبي. وعلى الرغم من محاولات التهدئة عبر القنوات الدبلوماسية، إلا أن التحركات العسكرية المتبادلة تعمق الفجوة بين البلدين.
ومن المتوقع أن يستمر التصعيد الدبلوماسي والعسكري في المنطقة إذا واصلت الفلبين تنفيذ خطتها لنشر الصواريخ المتوسطة المدى. في المقابل، قد تلجأ الصين إلى تصعيد خطواتها البحرية أو تكثيف وجودها العسكري في المناطق المتنازع عليها كإجراء مضاد.
يظل مستقبل الاستقرار الإقليمي مرتبطًا بقدرة الطرفين على العودة إلى طاولة الحوار، واتباع مسارات دبلوماسية بعيدًا عن استعراض القوة العسكرية الذي قد يجر المنطقة إلى مواجهات غير محسوبة.