الصادق شعبان:التونسيون في حيرة.. والنسور تتصيد كل جريح
تونس-02 يوليو 2021
تعليقا عن حادثة العنف الذي تعرضت له رئيسة كتلة حزب الدستوري الحر عبير موسي من النائب السابق عن”ائتلاف الكرامة” صحبي سمارة الذي عنفها ماديا ومعنويا خلال جلسة عامة للبرلمان التونسي ، قال الوزير الأسبق، الصادق شعبان،في تدوينة على موقعه:
العنف يولد العنف ، والإنفلات ممكن .. صفع عبير موسي ولكمها على المباشر والكلام البذىء الذى هيأ للعنف وواكب العنف الحدث كان على مرآى ومسمع كل التونسيين وكل العالم …
الصفعات واللكمات هي لكل الدساترة ولكل الوطنيين ولكل الديمقراطيين ، ولا يمكن لأي منهم إلا أن يحس بأنه صُفِع ولُكِم كما صفعت ولكمت عبير..
مكتب البرلمان ” يندد ” في حين ان الجريمة متلبسة حصلت في البرلمان على المباشر!
الحكومة ” تندد ” في حين ان الجريمة متلبسة نقلها الإعلام مباشرة … رؤساء الاحزاب هاتفوا مسؤولي الإعلام للتعجيل بإصدار بيانات ” تنديد ” ..
السياسة أصبحت الركح الضروري للظهور … الجمعيات ” تندد ” و من لم “يندد” بعد سوف “يندد ” لاحقا و لمَ لا ما هي الكلفة؟
منافقو حقوق الإنسان كلهم سوف ” ينددون”.. الدول الكبرى سوف تعطينا الدروس .. فنحن في مخابر التجارب و صرفوا أموالا لأناس متذيلين..
قرأت مؤخرا عن أحد كبار خبراء الحروب من الكلية الحربية الأمريكية أن الجيل الرابع من الحروب غير مكلف حيث يستخدم فيه الخونة من الداخل ويمكن الحصول على المنافع من خلال زعزعة الإستقرار.. التونسيون في حيرة.. المصيبة تلو المصيبة.. الوباء المتفشي والموت في كل مكان .. الإرتباك ، الإفلاس ، التسول المنظم ، شراء التركات، واليأس الخطير بدأ يسري عند من يجب ألا ييأس من الوطنيين … شرك دستوري كبير أوقعونا فيه منذ 2014
وَهْم ديمقراطي قدّموه كطعم للإصطياد .. هم يلتقطوننا كما تلتقط الحيتان.. القرش يمزق الشباك والسمك الوديع يؤكل او يباع، لكن أرجلهم وقعت في الشرك هم أيضا، و من يحفر جبا لاخيه يقع فيه .. الوضع لا يتعفن فقط ، الوضع تعفن وانتهى.
الروائح لم تعد تطاق، أطوار العنف توغلنا فيها ، من الفضاءات العامة إلى فضاءات السيادة ، من فوضى الإدارات والشركات إلى فوضى البرلمان من الكلام البذيء إلى الصفع والركل داخل البرلمان .. الإعلام حصل هو في الشرك أيضا، أصبح يبحث عن الإثارة وكأنه يعيش من المستنقعات …
قد لا ينتهي المسلسل إلا بانتهاء الممثلين.. انتظروا قريبا جدا على الشاشة وفي صفحات الفيسبوك سوف ينزل العنف السياسي إلى الشارع.. أضعنا وقت التصحيح الحقيقي ومشينا نحو الغنيمية.. أضعنا وقت الحوار الجدي ومشينا في المساومة وكسب المواقع من خلال الحوار … ما بقي للوطن إلا أخذ الأمور بقوة.. لكن من يمكنه أخذ الأمور بقوة اليوم ؟…
–الوضع يزداد سوءً.. مرض وجوع وفوضى ودماء … الدولة الآن متلاشية .. مسك الدولة من جديد ضرورة ، وليس ثمة غير مجلس الأمن القومي لمسك الدولة
التنديد لا يغني من جوع.. العنف مهيأ للإزدياد والانتشار.. والخوف هو النزول إلى الشارع .. ليس لي من دافع فيما أقول سوى حب هذا الوطن.
النسور الكبرى وأشباه النسور الصغرى ما زالت تتصيد كل جريح.