الشتاء يشن هجوماً ثلجياً وبردياً على العالم
لم تقف الحرب الروسية أو العملية العسكرية على أوكرانيا منذ أشهر تسعة بل خرجت من حدود البلدين وطرقت تداعياتها أبواب العالم كله ، ظن الروس بأن عمليتهم ستنتهي خلال أسابيع بل أيام وظن الناتيون بأن عقوباتهم ستشل القدرات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لروسيا وتؤدي الى ايقاف الحرب من قبل الشعب الذي سيثور على قيادته نتيجة الحصار ، لقد تعانقت الحرب الروسية في أوكرانيا مع الكورونا وساهما الاثنان الى نشر الذعر والخوف بالعالم كله وبمستويات مختلفة ، الجوع يغزو أفريقيا والشرق الاوسط نتيجة الغلاء الفاحش وفقدان المصادر الرئيسية للموارد الضرورية ، نقص الطاقة يضرب اوروبا كلها وأدى ذلك الى هجوم كاسح ثلجي وبردي يشنهما الشتاء ، ويفشل قادة العالم الذين اجتمعوا بشرم الشيخ في انقاذ العالم من المتغيرات المناخية التي تحرق الغابات وتُزيد من الفيضانات .
نصف مراكز الطاقة في عموم أوكرانيا دمرها الروس بصواريخهم ، عشرة مليون انسان بدون كهرباء في اوكرانيا بل أكثر من ذلك .
الشتاء الاوروبي من أقوى الشتاءات بالعالم بقوة البرد وبشكل خاص في روسيا وأوكرانيا حيث تصل درجة الحرارة الى ثلاثين درجة تحت الصفر .
إن الهجوم البردي الذي يشنه الشتاء الأوكراني منذ أيام عدة لا يمكن مقاومته لأن عناصر مقاومة البرد دمر الروس أغلبها وتحوّل الشتاء الى سلاح فتاك ومدمر ، ستزداد هجرة اغلب الصامدين الاوكرانين لأنهم فقدوا عوامل الصمود وستزداد الحرب قوة واتساعاً وربما تتحول الى حرب عالمية نتيجة لخطأ من هنا أو هناك أو سيستغل المغامرون الظرف كما هي عادتهم لارتكاب حماقة هنا او هناك .
في هذه المرحلة التاريخية تحوّلت البشرية الى ضحية لزعماء العالم الذين يبنون أمجادهم على جمام الشعوب ، لقد شلّوا مجلس الأمن منذ مدة طويلة ، لم يُقفوا الحرب في سوريا وليبيا واليمن والعراق منذ سنوات عشرة بل تنتقل الى جغرافيات أخرى ، والحرب الاوكرانية دخلت او تكادشهرها العاشر ولا آفاق للحل ، والمتغيرات المناخية
ستغرق العالم أو تحرقه وعجزوا في اتخاذ قرار لانقاذ العالم في شرم الشيخ .
لا يوجد دولة مستقرة إلا ما ندر في العالم كله .
لا أحد يستطيع الاجابة على سؤال : ما العمل
نمرود سليمان