السياسة الجزائرية والوضع الإقليمي المتوتر
الجزائر-18-9-2023
بحكم الواقع الجغرافي المهم والممتد للجزائر فهي تواجه الكثير من الصعوبات خاصة على المستوى الحدودي، فالجزائر تعد أكبر بلد في أفريقيا، وتتقاسم أكثر من 6 آلاف كم من الحدود البرية مع 6 دول الجوار وهي المغرب، وموريتانيا، ومالي، والنيجر، وليبيا، وتونس، وجميع الحدود تشكل تهديداً للأمن الجزائري، وأبرز تلك التهديدات:
تجارة المخدرات
خاصة مع نشاط منظمات من دولة المغرب،والتنسيق الأمني بين المغرب والجزائر على أعلى المستويات من أجل مكافحة نشاط تجار المخدرات.
الهجرة غير الشرعية
الجزائر منذ عقد من الزمن تحولت إلى بلد عبور لشبكة تهريب المهاجرين نحو أوروبا من مواطني الدول الأفريقية الذين يصلون للجزائر.
تجارة السلاح
منذ سقوط نظام معمر القذافي أصبحت تجلرة السلاح على الحدود الليبية الجزائرية تشهد ازدهارا كبيرا واصبحت ليبيا سوق مفتوحة لتجارة الأسلحة وتهريبها بشكل واسع، واستفادت التنظيمات الإرهابية من هذا السلاح، مثل: تنظيم القاعدة، وبوكو حرام، وتنظيم التوحيد والجهاد.
استراتجية الجزائر للحد من التهديدات عليها
- اعتماد الجزائر على خمسة مبادئ:
- الاعتراف بالحدود الموروثة لكل بلد منذ الاستقلال،
- – والسيادة في المجال الجوي والبري،
- وحسن الجوار،
- وترسيم الحدود وتنمية المناطق الحدودية،
- وعدم التدخل في شؤون الدول، وهو أحد الثوابت في السياسة الخارجية الجزائرية.
- الإنخراط الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب
الجزائر لم تتخلف يوماً ما عن المشاركة في جميع المبادرات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. منها على الصعيد الإقليمي: الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب 1998، والبرتوكول الملحق باتفاقية الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب، وكان سبباً في مواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل، وتوقيع مذكرة تعاون وتنسيق مع مالي والنيجر وموريتانيا 2009.
تأمين الحدود
وعلى الصعيد الدولي، تشارك الجزائر في اجتماعات 5+ 5 الخاصة بمنطقة البحر المتوسط، بما في ذلك اجتماعات وزراء الداخلية والدفاع، وتقديم توصيات للجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز التعاون والأمن في منطقة البحر المتوسط، كما أن الجزائر جزء من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالمخدرات والفساد والجريمة المنظمة عبر الوطنية.
دعم العلاقات مع دول الجوار
تحديات كبيرة ومرهقة جدا بالنسبة الى الجزائر من أجل تأمين حدودها، اذ تتجه الجزائر إلى تعزيز التأمين على الحدود الشرقية مع تونس وليبيا، والشرقية الجنوبية مع مالي والنيجر، والغربية مع موريتانيا والمغرب.
تدعم الجزائر سياسيا وديبلوماسيا وحتى إقتصاديا التعاون مع دول الجوار وخاصة تونس التي تعتبرها المتنفس الإستراتجي وعمقها الأمني. وقد كان هناك تعان كبير بين تونس واللجزائر للقضاء على التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية مع تونس في الجبال.
الخلاصة:
تشعر الجزائر بقلق شديد منذ توقيع المغرب اتفاقاً أمنياً وعسكرياً مع إسرائيل، وهو ما يثير القلق تجاه سيناريو محتمل يستهدف الأمن القومي الجزائري بل وتعتبر التوقيع المغربي مع إسرائيل هو أكثر من إستفزاز بل أنه تهديدا مباشرا لأمنها القومي الذي يشكوا من التهديدات الإرهابية وأصبحت الجزائر تتهم مباشرة المغرب في أي حادث يحدث لها، مثل اشتعال النيران في العديد من المناطق الغابية الجزائرية.
وبالنسبة للتعامل الجزائري مع الملف الليبي فإنه يجدر على الجزائر التنسيق مع تونس ومصر في هذا الملف بالذات وكان يجب إلتقاء الأطراف الثلاثة مع أطراف الأزمة، واستبعاد كل الأطراف الإقليمية والدولية لحل الأزمة، ولكن للأسف لكل دولة حساباتها وهذا ما يتيح الفرصة للقوى الدولية للتلاعب بهذا الملف والتي تكون انعكاساته خطيرة ومباشرو على تونس والجزائر ومصر وليبيا.