عقدٌ جحيمي وفضائحي من حكم “الإخوان” !

تونس-19-8-2021

تحت عنوان: حراك 25 جويلية لم يعطّل الديمقراطية وإنّما طرد عناوينها الرثّة،كتب
لطفي العربي السنوسي،بجريدة(الصحافة):
قلنا أكثر من مرة وفي أكثر من سياق إن “الإخوان” يتغيرون ولا يتبدّلون أبدا وأنهم “طائفة” تعمل من أجل نفسها وتتحرك بعقل قبلي يرفض أي شكل من أشكال القسمة مع الآخرين حتى وإن كانوا أهلا وأشقاء دم.

هم طائفة بلا عهد وبلا ميثاق لا يضيرها أن يَفْنَى الآخرون ما دام في ذلك ما يضمن بقاءها ورفاهيتها ونفوذها… وهذه هويتها الحقيقية وما تبقى فتفاصيل لخداع الناس ولجرّهم باسم الهوية الدينية حتى يكونوا “تُبّعا” كقطيع يأكل ويشرب من موائدها…
ضيّعت الحركة الإخوانية بوصلتها وتحوّلت بياناتها الى بيانات عشوائية بحيث تتغير مواقفها “من ساعة الى أخرى” وهي تسعى في كل ذلك أو هي تحلم باسترجاع “سلطانها المفقود” وتبكيه ـ الآن ـ بحرقة وتبحث لها عن منافذ للعودة… وقد رد الرئيس قيس سعيد على كل مناوراتهم بتأكيده على أن التاريخ لا يعيد نفسه وأن العودة إلى ما قبل 25 جويلية باتت من باب المستحيل.. ولا أحد ـ في الواقع ـ يقبل بهذه العودة ففي ذلك انتكاسة كبرى لإرادات ولعزائم شعبية انتظرت طويلا وانفجرت في وجه منظومة إجرامية نهبت البلد وحولته الى بلد متسول.. فلا عودة ولا حوار ولا تفاهم ولا تسامح ولا سلام ولا كلام مع من أجرم في حق البلاد وأهلها… ولا كلام ولا سلام مع من تلطخت أياديهم بدماء أبناء تونس من شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية أو بدماء أبنائها المدنيين من المناضلين المغدورين على غرار شكري بلعيد والبراهمي ولطفي نقض وغيرهم ممن تصدّوا “للردّة الاخوانية”.

عقدٌ من حكم “الإخوان” هو عقد جحيمي وفضائحي تقلصت خلاله كل المباهج وضمرت فيه مساحات الفرح وضاقت فيه الأرزاق واشتدت…
نعود الى حال “الطائفة الإخوانية” وقلنا إنها لن تتغير أبدا حتى وإن تبدلت وهاكم مثالا من عند “الإخواني” المعروف باسم “محمد القوماني” الذي عينته الحركة مؤخرا رئيسا على رأس لجنة لادارة الأزمة السياسية وكتب على صفحته تدوينة جاء فيها “تتعطل الديمقراطية في تونس بعد عشر سنوات وتعود حركة طالبان الى حكم أفغانستان بعد 20 سنة…” وهذه ـ كما سنبين ـ تدوينة بمحتوى إخواني مكثف يستبطن “الأدب الدموي” لـ”الإخوان” ويعبر عنه بوضوح.. فهم “طلاب سلطة” وإن فقدوها فإنهم يعودون إليها بكل الطرق المؤدية اليها بالدم وعلى الجثث…

ومهما طال ابتعادهم عنها لسبب من الأسباب فهم بتوهمون العودة إليها- ما يشير إليه الإخواني القوماني الذي يعتبر “أن الديمقراطية قد تعطلت في تونس بعد خروج الحركة الإخوانية من الحكم” وهو لا يدرك أو هو لا يفهم أن جوهر الديمقراطية هو الإنصات إلى صوت الشعوب والإستجابة لإرادتها.. والشعب التونسي عبر عن إرادته بخروجه الطارد لـ”الإخوان” ومن جاورهم يوم 25 جويلية وقد استجاب الرئيس لهذه الإرادة سريعا وحرّك فصلا من فصول الدستور وهو الفصل 80 بآليات الديمقراطية ذاتها ومن داخل عنوانها الأصلي أي الدستور وبالتالي فإن الرئيس قيس سعيد لم يعطّل الديمقراطية ـ كما في تدوينة القوماني ـ وإنما طرد عناوينها الرثة والمتعفّنة..

وتدوينة محمد القوماني فيها ـ أيضا ـ وَعْدٌ يخفي تهديدا بالعودة كما عادت طالبان إلى الحكم بعد 20 سنة بالقوة وبالسلاح وبالدم وبتوافقات وتواطؤات أمريكية أخلت المكان لتهيئة هذه العودة… فأمريكا التي حاربتهم ـ بدء ـ وطاردتهم حتى أخرجتهم من الحكم تعيدهم اليوم من ذات الأبواب التي خرجوا منها حتى تضمن حصتها الكبرى من “ثروات المستقبل” المخفية في باطن الأراضي الأفغانية ولن تتردّد في توظيفهم ضدّ إيران وفي إرباك الوجود الروسي والصيني في المنطقة… والحركة الطالبانية لا يزعجها بيع “الأرض والعرض” لمن يضمن لها وجودا آمنا في الحكم حتى وإن كان ضد إرادة الشعب… ألم تستغث حركة “الإخوان” في تونس بأمريكا لحمايتها من قرارات الرئيس قيس سعيد وبالتالي إعادتها الى ما كانت عليه قبل 25 جويلية 2021؟.. ألم تستغث بقطر وتركيا وبكل حلفائها ممن تحركوا من أجلها ثم تراجعوا بعد إدراكهم أن ما حدث يوم 25 جويلية هو حراك باسم الشعب الذي لم يعد يقبل بـ”الإخوان” على رأس الدولة ؟.. هذا ما لم يفهمه الإخواني محمد القوماني ولم تفهمه حركة النهضة وقياداتها وحالهم شبيه “بأرذل العمر”.