السودان يسعى لاستعادة عضويته في الاتحاد الأفريقي وسط دعم رواندي ومخاوف من التدخلات الخارجية

قسم الأخبار الدولية 21/03/2025
بحث الرئيس الرواندي بول كاغامي مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، خلال لقائهما في العاصمة كيغالي، سبل دعم السودان في العودة إلى الاتحاد الأفريقي، بعد أربع سنوات من تعليق عضويته على خلفية قرارات المجلس العسكري الانتقالي. وجاء اللقاء في إطار جولة أفريقية يجريها عقار بهدف حشد التأييد الإقليمي لموقف الخرطوم، وسط اتهامات بتدخلات خارجية في الأزمة السودانية.
وأوضحت وكالة الأنباء السودانية سونا أن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية بين السودان ورواندا، إلى جانب تعزيز آليات التعاون المشترك. كما نقل عقار رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى نظيره الرواندي، تضمنت شرحًا لمستجدات الأوضاع في السودان ورؤية الخرطوم للحل السياسي.
وأشار عقار إلى “امتلاك السودان أدلة قاطعة” على التدخل الإقليمي السلبي الذي يدعم “التمرد عسكريًا ولوجستيًا”، مؤكدًا أن بعض دول الجوار فتحت أراضيها لقوات الدعم السريع لمهاجمة السودان. كما استعرض ما وصفه بـ”الانتصارات الكبيرة” التي حققها الجيش السوداني، معتبرًا أن “تحرير كل أراضي السودان من التمرد” أصبح مسألة وقت.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة انفتاح السودان على أي مبادرة لتحقيق السلام، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على سيادة البلاد، معتبرًا أن أي حلول إقليمية ستكون “غير فعالة” في ظل غياب السودان عن الاتحاد الأفريقي.
من جهته، أعرب الرئيس الرواندي بول كاغامي عن دعمه الكامل للسودان في مساعيه لاستعادة الاستقرار، مؤكدًا التزام بلاده بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين لتحقيق السلام. كما أشار سفير السودان في رواندا، خالد موسى، إلى أن عقار انتقد “الدور السلبي لكينيا”، متهمًا إياها باستضافة “التمرد” ودعم تشكيل حكومة موازية.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت بدأت فيه أصوات داخل الاتحاد الأفريقي تطالب بإعادة السودان إلى المنظمة القارية، بعد تعليق عضويته عام 2021 إثر قرارات البرهان التي وُصفت بأنها “انقلاب”. كما سبق أن دعت الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد إلى فتح صفحة جديدة مع الخرطوم، رغم التوتر الذي تصاعد عقب اقتراح نشر قوات من شرق أفريقيا في السودان، وهو ما رفضته الخرطوم بشدة.
وتشير هذه الجولة الأفريقية إلى أن السودان يسعى لاستعادة دوره في المحافل القارية، وسط تحديات أمنية وسياسية معقدة، تتعلق بجهود إحلال السلام، والتوازن في علاقاته مع الدول الأفريقية، في ظل استمرار النزاع المسلح داخليًا.