أخبار العالمإفريقيا

السودان: الجيش يستعيد أحياءً بالخرطوم وتحذيرات من استمرار الأزمة بالفاشر

القوات المسلحة السودانية تعلن تطهير عدد من أحياء منطقة بحري، في العاصمة الخرطوم، من قوات “الدعم السريع”، وتحذيرات من مواصلة قطع “الدعم السريع” المياه عن الفاشر، واستمرار الاشتباكات في المدينة.

أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الاثنين، تطهير عدد من أحياء منطقة بحري، في العاصمة الخرطوم، من قوات “الدعم السريع”.

وأكدت القوات، في بيان، التزامها بقواعد الاشتباك المتعلقة بالحفاظ على البنية التحتية للدولة.

وشدد المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن القوات المسلحة تتعامل مع أهداف عسكرية مشروعة توجد بها معسكرات وتمركزات لقوات “الدعم السريع”.

وفي الفاشر، أفادت مصادر محلية بأن الجيش السوداني استهدف بعدة غارات تمركزات لقوات “الدعم السريع” شرق المدينة، في حين يواصل عناصر “الدعم السريع” قصف حي “أولاد الريف” في الجهة الجنوبية الغربية بالمدفعية الثقلية.

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات المستمرة في الفاشر أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، إلى جانب نزوح آلاف الأشخاص من مساكنهم إلى مناطق أخرى، فضلاً عن إحراق وتدمير العديد من الممتلكات في المدينة.

بدوره، حذّر المدير العام لوزارة الصحة في شمال دارفور، إبراهيم عبد الله خاطر، من أنه “بعد التطورات الأخيرة في الفاشر من المحتمل أن تتعرض المستشفيات للقصف”، مشيراً إلى أنه يوجد “داخل معسكر زمزم 4 مراكز صحية ما زالت تعمل”.

ووصف الوضع الصحي في الفاشر بأنه “مطمئن” لناحية استمرار توفير الخدمات الصحية والعلاجية في المستشفى الجنوبي، ومستشفى الأطفال، والمستشفى التخصصي للأمراض النسائية والتوليد، مؤكداً عودة هذه المشافي للخدمة بعد تعرضهم للقصف خلال الفترة الماضية.

من جهته، حذّر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من أن معارك الفاشر الدائرة حالياً “تُدار من قبل نفس الجهات التي ارتكبت جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في دارفور عام 2003”.

وأعرب مناوي عن استيائه من صمت المجتمع الدولي تجاه ما وصفه بـ”عرض الأكشن” الذي تمارسه قوات “الدعم السريع” بالفاشر.

وفي تغريدة له على حسابه في موقع “إكس” قال مناوي إن “المعارك الحالية في الفاشر تُدار بدوافع عرقية وبنفس الأيادي التي ارتكبت جرائم الإبادة والتطهير العرقي عام 2003، دون أي وازع أخلاقي أو أسباب سياسية واضحة” وفق تعبيره.

ولفت إلى أنه يعتزم مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بشكل رسمي خلال الساعات المقبلة، معرباً عن أمله في تلقي ردود إيجابية تتناسب مع مسؤولياتهم تجاه الأزمة في دارفور، كما قال.

يشار إلى أن قوات “الدعم السريع” واصلت هجماتها على مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور وعموم الإقليم.

وقد شهدت المدينة، ليل الأحد الاثنين، ليلة عصيبة جراء القصف المدفعي لقوات “الدعم السريع” باتجاه الفرقة السادسة مشاة التي تحتضن الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة، وسط أنباء عن إصابات بين المدنيين. فيما كشفت منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الأحد، عن مقتل 134 شخصاً في الفاشر من جراء المعارك المستمرة منذ أسبوعين.

وفي سياق متصل، دانت “منظمة شباب من أجل دارفور” (مشاد) إقدام “الدعم السريع” على إغلاق مصدر المياه الرئيس في الفاشر. ووصفت الخطوة بأنها “انتهاك جديد لحقوق المدنيين بمدينة الفاشر وطريقة غير أخلاقية للضغط على أكثر من مليون مدني للنزوح قسرياً، وذلك كممارسة ممنهجة للقتل المتعمد من خلال حرمان الأطفال والنساء والرجال من المياه، ما يعد انتهاكاً صارخاً يخالف كل قواعد الحرب وحقوق الإنسان” وفق ما ذكرت المنظمة.

وحذرت “مشاد” قوات “الدعم السريع” من أن هذه الخطوة تعتبر “إعلاناً صريحاً بحربها ضد المدنيين والتي سبقتها بقصف متعمد لمراكز الإيواء ومعسكرات النازحين ومنازل المدنيين، بجانب اتخاذ عملية التجويع بالحصار وقطع طريق القوافل التجارية والمساعدات الإنسانية”.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل لإدانة الخطوة ومخاطبة المليشيا الإرهابية بعدم محاربة المدنيين العزل وممارسة أساليب التهجير القسري ضدهم واتخاذ خطوات عاجلة لحمايتهم عبر فتح مسارات إنسانية لتوفير المساعدات لإنقاذهم من الحصار والجوع الذي يتربص بهم من كل جانب” وفق ما ذكرت “مشاد”.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية السودانية استدعت، يوم الأحد، مدير مكتب منظمة “الصحة العالمية” بالإنابة في السودان، هلا خضر ، على خلفية استخدام أحد قيادات “الدعم السريع” زي المنظمة الرسمي.

وطلبت الوزارة من المنظمة “تقديم توضيح للحادثة، وإصدار إدانة  واضحة لاستغلال المليشيا لشعار  منظمة الصحة لارتكاب جرائمها”، مشيرة إلى أن “صمت المنظمة عن الحادثة من شأنه أن يثير الشكوك والمخاوف حول موقف المنظمة من انتهاكات وجرائم المليشيا”.

من جهته، وعدت مديرة مكتب المنظمة بـ”إعلان موقف من استغلال المليشيا لشعار المنظمة، بعد التشاور مع رئاسة المنظمة في جنيف”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق