السودان: الآلاف يفرون من الفاشر واحتدام المعارك بدارفور والخرطوم والنيل الأبيض
قسم الأخبار الأمنية والعسكرية 04-06-2024
ثلاث جبهات سودانية هي الفاشر بدارفور والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، وسط فرار الآلاف من الفاشر بسبب انتهاكات “الدعم السريع”.
شهدت ثلاث جبهات في مختلف مناطق السودان مؤخراً، هي الفاشر بدارفور والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني من جهة، وقوات “الدعم السريع” من جهة أخرى.
ففي الخرطوم، هاجم الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، مواقع قوات “الدعم السريع” شرق المدينة وجنوبها بعدد من الغارات.
كما شوهد تصاعد أعمدة الدخان من عدة مواقع في مناطق بحري شمالي العاصمة، والرياض، والطائف، والمنشية شرق الخرطوم، وجنوب الحزام ومحيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة.
وفي الفاشر، أفادت مصادر محلية بوقوع اشتباكات وقصفاً مدفعياً متبادلين بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”، أمس الاثنين.
وأضافت المصادر أن المعارك أسفرت عن مقتل 12 مدنياً وإصابة آخرين، بالإضافة إلى وقوع خسائر مادية من جراء استهداف “الدعم السريع” الأحياء الجنوبية للمدينة.
واحتدمت حدة المعارك في الفاشر مع تقدم “الدعم السريع” في وسط المدينة وإعلانها السيطرة على أحياء رئيسية فيها، إلى جانب سيطرتها على السوق الكبير القريب من قيادة الفرقة السادسة التي تعتبر أكبر مقرات الجيش في إقليم دارفور، الذي تخضع أكثر من 90% منه حالياً لسيطرة “الدعم السريع”.
من جهتها، أعلنت إدارة الصحة في ولاية “شمال دارفور”، أمس الاثنين، أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة الفاشر في اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 84 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، فضلاً عن تضرر المستشفيات الرئيسية الثلاثة في المدينة بدرجات متفاوتة بسبب المعارك.
وفي الوقت الذي تستمر المعارك العنيفة في الفاشر شمالي دارفور، اندلعت اشتباكات في عدد من مناطق النيل الأبيض، إذ شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة قرب مدينة الدويم، ومنطقة نعيمة، وقرى مدينة ربك وسط الولاية.
يأتي هذا في وقت يواصل الطيران الحربي تنفيذ غارات مكثّفة على مواقع “الدعم السريع” لمنع تقدّمها، وسط تقارير عن خسائر كبيرة في الأرواح في صفوف القوات.
فيما دفعت قوات “الدعم السريع” بتعزيزات كبيرة في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض.
ومع تزايد حدة القتال، يزداد تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أشارت تقارير إلى ارتفاع أعداد الضحايا منذ اندلاع القتال في المدينة قبل نحو ثلاث أسابيع إلى أكثر من 200 قتيل وألف جريح، فيما أجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم بسبب التبادل المستمر للقصف المدفعي الذي أدى إلى تدمير العديد من المستشفيات والمرافق الخدمية.
وأفادت مصادر سودانية أن نحو 500 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد اشتداد المعارك.
وأشارت المصادر إلى أن الأهالي، ومنذ يوم الأحد، شرعوا في إخراج مرضاهم وجرحاهم من المستشفى خوفاً من القصف العشوائي في ظل عدم صدور قرار من سلطات الفاشر الحكومية بإخلاء المنشأة الطبية.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة السودانية إسقاط أطنان من الأدوية المنقذة للحياة على الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقال بيان الوزارة أمس الاثنين إنه “تم إيصال 20 طناً من الأدوية المنقذة للحياة إلى ولاية شمال دارفور، عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية وبالتعاون مع القوات المسلحة السودانية وحكومة ولاية شمال دارفور عن طريق الإسقاط الجوي”.
وكان الجيش السوداني أعلن في وقت سابق أنه صد عدة هجمات للدعم السريع على الفاشر، وشن ضربات جوية على قوات الدعم حول المدينة.
ومنذ العاشر من مايو الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات متكررة تسببت في مقتل العشرات ونزوح الآلاف، وذلك رغم تحذيرات دولية من أن المدينة تواجه كارثة إنسانية.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر بعد أن أحكمت قبضتها على معظم مناطق دارفور الأخرى.