السوداني يشكل أكبر ائتلاف انتخابي قبيل اقتراع نوفمبر وسط تصدعات داخل الإطار الشيعي ومؤشرات على دعم صدري مفاجئ

قسم الأخبار الدولية 21/05/2025
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء، عن تشكيل تحالف انتخابي موسّع تحت اسم “ائتلاف الإعمار والتنمية”، في خطوة بدت بمثابة إعادة رسم لخريطة التحالفات الانتخابية العراقية قبل الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر المقبل، وسط انقسامات متواصلة داخل قوى “الإطار التنسيقي الشيعي”.
وضم الائتلاف الجديد، إلى جانب “تيار الفراتين” الذي يتزعمه السوداني، عدة قوى من مختلف الأطياف السياسية مثل تحالف العقد الوطني، وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وتحالف إبداع كربلاء، وتجمع بلاد سومر، وتجمع أجيال، وتحالف حلول الوطني، ما يجعله الأوسع من حيث التمثيل الجغرافي والسياسي.
وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن هدف الائتلاف يتمثل في “استدامة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني واستكمال مشاريع البنية التحتية وترسيخ الأمن والعلاقات الخارجية”، مشيرًا إلى أنه يستند إلى “ما تحقق من منجزات في العامين الماضيين من عمر الحكومة الحالية”.
وأفاد مصدر سياسي مطلع بأن التحالف يضم عددًا من المحافظين الذين سجلوا نجاحات خدمية ملموسة، ما يمنح السوداني حظوظًا كبيرة في كسب الأصوات على مستوى العراق، مشيرًا إلى أن التحاق علاوي يعكس “قناعة ناضجة بما يقدمه السوداني على الأصعدة السياسية والعمرانية”.
لكن في خضم هذا التقدم السياسي، برزت خلافات بين السوداني ومحافظ البصرة أسعد العيداني، أحد أبرز الشخصيات المتوقعة ضمن التحالف، بسبب خلاف حاد بشأن ملف إزالة العشوائيات، مما أدى إلى خروجه من التشكيل المرتقب.
في المقابل، شكّلت تصريحات القيادي السابق في “التيار الصدري” بهاء الأعرجي مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، إذ تحدث عن “احتمال كبير” بدعم زعيم التيار مقتدى الصدر للسوداني في سعيه نحو ولاية ثانية، مرجّحًا أن يشارك الصدريون في الانتخابات بقوة.
ورأى مراقبون أن هناك إشارات فعلية على هذه العودة، أبرزها دعوة الصدر لأنصاره إلى تحديث بطاقاتهم الانتخابية، إلى جانب تمديد مفوضية الانتخابات فترة تسجيل الكيانات، في خطوة قد تكون تمهيدًا لمشاركة الصدريين سواء عبر كيان مستقل أو بدعم تحالف السوداني.
في الأثناء، عبّر “ائتلاف النصر” بزعامة حيدر العبادي عن تشاؤمه حيال إحداث أي تغيير جوهري في الخريطة السياسية بسبب الإبقاء على قانون الانتخابات الحالي وضعف الإقبال على تحديث بطاقات الناخب، معتبرًا أن “القوى التقليدية المتمتعة بالمال والنفوذ والسلاح” لا تزال الأكثر حظًا في حصد المقاعد.
وبينما تواصل قوى “الإطار التنسيقي” خلافاتها حول التحالفات وخيارات المرحلة المقبلة، يبدو أن السوداني يسعى إلى تكريس موقعه في صدارة المشهد الانتخابي، مدعومًا بتحالف واسع النطاق واحتمال دعم صدري، ما يعيد ترتيب توازنات القوى التقليدية في العراق عشية الانتخابات القادمة.