السودانيون يحييون ذكرى الانتصار على البشيرالذي كان يسلقهم بألسنة من نار باسم الدين
الخرطوم-السودان—6-4-2020–
يشكل السادس من ابريل محطة حاسمة في مسار الثورة الشعبية السودانية، حين وقف السودانيون في تحد لوطأة مليشيات الحركة الإسلامية السياسية، التي يقودها الرئيس المعزول الاخواني عمر البشير لاكثر من30سنة من الزمن.
ذكرى عزل البشير بعدما انحازت للسودانيين القوات المسلحة ووقفت جنب شعب انحاز للحرية بعد سنوات من نظام غاشم ديكتاتوري ظالم قمعي..
شرارة الانتفاضة بدأت في مدينة عطبرة شمالي البلاد يوم 19 ديسمبر الأول 2018 باشراف طلاب مدرسة ثانوية ضد انعدام وغلاء الخبز، وسرعان ما تمددت لتشمل مدنا أخرى، قبل أن تندلع موجة الاحتجاجات في العاصمة الخرطوم منادية بإسقاط النظام لأول مرة في 25 من الشهر ذاته.
وصمدت المظاهرات تحت قمع الإخوان الذي قتل وجرح مئات الأشخاص، ليستلهم السودانيون ذكرى الثورة الشعبية التي أنهت حكم الجنرال إبراهيم عبود يوم 6 أبريل 1964، وزحفوا بالملايين نحو قيادة الجيش بالخرطوم، متجاوزين جميع الحواجز الأمنية التي نصبها لهم رجال البشير بعناية.
وفي السادس من ابريل، زحفت السيول البشرية نحو القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، لتلتقي في ملحمة ثورية ألهمت العالم، حيث “الاعتصام” الذي أنهى 3 عقود من حكم جماعة الإخوان المتطرفة.. .
ورغم وباء كورونا واجراءات الحجر الصحي ، فلم يتأخر السودانيون عن إحياء الذكرى الأولى لاعتصام الخرطوم في بيوتهم، وذلك بعد أن سارعت قوى الحرية والتغيير إلى دعوتهم لذلك بمقتضى حملة “من مكانك ردد هتافك”.
لن ينسى السودانيون عام 2019 وتاريخ «ثورتهم» التي أسقطت أعتى ديكتاتورية شهدتها البلاد، ولن ينسوا أوشحة الدم، وأنات «المغتصبات» من نسائهم، وأنين القابعين تحت رحمة الجلاد، لن ينسوا عاماً شيدوا على مرّ أيامه قصور الأمل، ونسجوا على مسيرها «لوحة تحدٍ» بوجه الخراب الكبير الذي خلّفه النظام و«ذاب كفص ملح» وترك لهم مواجهته، ولن ينسوا اكتشافهم أنه كان مجرد «خيال مآتة»، أو ربما اكتشفوا أنه «بو» يخدع الناقة فتخضع للحلب.
السودانيون، اليوم يحتفلون بالانتصار على النظام الذي كان يسلقهم بألسنة من نار باسم الدين والإسلام، ليكتشفوا أنه خرب جهاز الدولة، خرب الاقتصاد، خرب السياسة، وأكبر خراب محاولاته المستميتة لتخريب «نظام القيم السودانية» المتسامحة وزرع قيم التطرف والإرهاب، وتفكيك نسيج المجتمع.