السعودية والصين تناقشان تعزيز الشراكة الصناعية وجذب الاستثمارات النوعية

قسم الأخبار الدولية 24/09/2025
ناقش وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف في العاصمة بكين سبل توسيع التعاون الصناعي والتعديني مع الصين، ضمن زيارة رسمية استمرت من 22 إلى 26 سبتمبر الجاري، هدفت إلى جذب الاستثمارات النوعية وتوطين التقنيات المتقدمة بما يتوافق مع مستهدفات «رؤية 2030». وجاءت الاجتماعات مع كبار المسؤولين والشركات الصينية لتؤكد توجه الرياض نحو تعميق الشراكة الاقتصادية مع بكين وتوسيع مجالات التعاون في صناعات المستقبل.
وتطرق الخريّف خلال لقائه وزير الموارد الطبيعية الصيني وانغ قوانغهو إلى فرص الاستثمار في قطاع التعدين، من الاستكشاف والمسح الجيولوجي وصولاً إلى الاستغلال والمعالجة، إضافة إلى تعزيز التعاون في تطوير الصناعات المعدنية وتنمية الكفاءات البشرية. كما وجّه الدعوة لنظيره الصيني للمشاركة في مؤتمر التعدين الدولي الذي تستضيفه الرياض مطلع العام المقبل، باعتباره منصة عالمية لمناقشة مستقبل المعادن والاستثمارات المرتبطة بها.
وفي اجتماع آخر مع نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشو هايبنينغ، ركّز الجانبان على استكشاف فرص التعاون الصناعي، خصوصاً في مجال صناعة السيارات ونقل أحدث تقنياتها إلى المملكة، بما يسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتوطين سلاسل القيمة الصناعية.
كما عقد الوزير لقاءات مع قيادات كبرى الشركات التكنولوجية الصينية، مثل مجموعة «تسينغوا يوني قروب» المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، و«بي أو تكنولوجي قروب» الرائدة في تقنيات شاشات العرض المرنة، وشركة «كايلاند» المتخصصة في التحكم الصناعي الذكي. وأسفرت هذه اللقاءات عن توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع المركز الوطني للتنمية الصناعية السعودي، تستهدف توطين الصناعات التكنولوجية المتقدمة داخل المملكة.
واستعرض الخريّف خلال اجتماعاته المزايا الاستراتيجية للمملكة، من موقعها الجغرافي الرابط بين ثلاث قارات، إلى وفرة الموارد الطبيعية، وأسعار الطاقة التنافسية، فضلاً عن المدن الصناعية الحديثة والبنية التحتية الرقمية المتطورة. ويرى مراقبون أن هذه الحوارات تعكس عمق الشراكة بين الرياض وبكين، وتفتح آفاقاً أوسع للتعاون في مجالات التصنيع المتقدم، بما يدعم مساعي التنمية المستدامة ويعزز مكانة المملكة كمركز صناعي عالمي.