“السراج”ظل في خدمة الميليشيات إلى آخر يوم قبل رحيله
طرابلس-ليبيا-19 مارس 2021
كشفت مصادر ليبية مطلعة أن “السراج” عمد إلى منح ما أسماه “ترقيات استثنائية” لـ19 من قيادات الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، وذلك بالتزامن مع حصول المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على ثقة البرلمان.
ومن بين القادة الذين طالتهم الترقيات، إبراهيم بيت المال، وهو قائد ميداني للمليشيات المتمركزة غربي سرت، وسبق أن صرح مرارا برفض مخرجات الحوار السياسي الليبي، ولم يمتثل مع الباقين من آمري المليشيات المسلحة للقرارات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة “5+5
واعتبرت هذه المصادر أن قرار “السراج” هدف بالأساس إلى تعطيل مساعي توحيد المؤسسة العسكرية، في ظل ترقية وتقديم قيادات محل جدل مثل بيت المال وغيره، من قيادات المليشيات التي حاربت الجيش الوطني الليبي في محاور العاصمة طرابلس.
وتضمنت القائمة التي اطلع عليها موقع “سكاي نيوز عربية” قائد ميليشيات آخر كافأه “السراج” بالترقية، وهو عبدالحميد أبو دربالة، أحد المتورطين في الهجوم على قاعدة الوطية الجوية في مايو من العام الماضي، تحت غطاء جوي وتخطيط تركي.
وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن محمد الحداد، الذي عينه “السراج” رئيسا لأركان قوات ما سُمي”الوفاق” أصدر قرارا بتعيين أمحمد قوجيل آمرا لـ”الطيران الحربي”، برغم عدم امتلاك المليشيات طائرات مقاتلة إلا المسيّرات التي يشغّلها الجيش التركي.
وتجاهل الحداد حظر اللجنة العسكرية تعيين أي قيادات إلى حين توحيد المؤسسة العسكرية، وخالف قرار رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الذي منع الوزراء في حكومتي الوفاق والمؤقتة من اتخاذ إجراءات تخالف صلاحياتهم التسييرية التي تقتضيها مرحلة انتقال السلطة.
ووصف الباحث السياسي الهادي عبدالكريم قرارات السراج الأخيرة بأنها “باطلة” وأوصى بإعادة النظر فيها، وقال إنها تضمنت “ترقيات مشبوهة في توقيت مشبوه”.