آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

الرياض وبيروت تفتحان صفحة جديدة: زيارة الرئيس اللبناني للسعودية تؤسس لمرحلة تعاون أوسع

استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الرئيس اللبناني جوزيف عون في الديوان الملكي بقصر اليمامة بالرياض، في زيارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية، كونها الأولى لعون خارج بلاده منذ انتخابه رئيسًا للبنان في يناير الماضي. وتأتي هذه الزيارة بدعوة سعودية، ما يعكس رغبة المملكة في إعادة رسم ملامح العلاقة بين البلدين بعد سنوات من الفتور السياسي والتباعد الدبلوماسي.

دلالات توقيت الزيارة وأهدافها

جاءت زيارة الرئيس اللبناني في مرحلة حساسة يمر بها لبنان، حيث يواجه تحديات اقتصادية خانقة وأزمات سياسية متراكمة، في ظل انسداد الأفق أمام حلول جذرية تعيد الاستقرار إلى البلاد. وتعد السعودية، التي طالما لعبت دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد اللبناني، شريكًا أساسيًا في أي مساعٍ لإنقاذ الوضع الداخلي للبنان.

من جهته، شدد الرئيس جوزيف عون على أهمية هذه الزيارة في إعادة تأكيد العلاقات الأخوية مع السعودية، وعبّر عن تقديره لاحتضان المملكة للبنانيين على أراضيها لسنوات طويلة، مشيرًا إلى أن المحادثات مع ولي العهد السعودي تمهّد لزيارات لاحقة تهدف إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين.

انعكاسات الزيارة على مستقبل العلاقات الثنائية

يأتي هذا اللقاء بعد مرحلة شهدت فتورًا ملحوظًا في العلاقات السعودية – اللبنانية، نتيجة تراكم التوترات السياسية وتراجع الدور اللبناني الإقليمي. ومع ذلك، فإن الانفتاح السعودي الجديد على لبنان يحمل بوادر تحوّل في السياسة الإقليمية للمملكة، خصوصًا في ظل توجهها لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم الدول التي تمر بأزمات اقتصادية، ضمن رؤية أكثر شمولية لدورها في المنطقة.

ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن اتفاقيات تشمل مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، مع احتمال بحث المملكة في آليات دعم الاقتصاد اللبناني من خلال مشاريع تنموية أو استثمارات استراتيجية، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة.

تحديات أمام مسار التقارب السعودي – اللبناني

على الرغم من الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالزيارة، تبقى هناك تحديات أمام إعادة بناء العلاقة السعودية – اللبنانية، أبرزها ضرورة التزام بيروت بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية، وهو ما شددت عليه المملكة مرارًا كشرط أساسي لدعم لبنان. كما أن قدرة الرئيس جوزيف عون على إحداث تغيير جوهري في المشهد السياسي اللبناني، والتعامل مع الملفات العالقة داخليًا، ستكون عاملًا حاسمًا في مدى نجاح أي تفاهمات مع الرياض.

ختامًا: خطوة أولى نحو شراكة أعمق

تشير هذه الزيارة إلى رغبة متبادلة في طي صفحة التوترات السابقة، وفتح مسار جديد من التعاون القائم على المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي. ومع استمرار التحديات الداخلية في لبنان، سيكون نجاح هذه المبادرة مرهونًا بمدى قدرة القيادة اللبنانية على الاستفادة من الدعم السعودي في تحقيق إصلاحات حقيقية تُخرج البلاد من أزماتها المتفاقمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق