أخبار العالمالشرق الأوسط

الرهان الخاسر… حرب إيران تُضعف موقف نتنياهو بدل أن تعزّزه انتخابياً

فشلت حرب إسرائيل الأخيرة ضد إيران في تحقيق انتصار سياسي يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يستثمره في انتخابات مبكرة، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن الإسرائيليين لا يرون في المواجهة الأخيرة نجاحاً فعلياً، بل يعتبرها كثيرون “معركة خاسرة” أو محدودة التأثير، زادت من التحديات الأمنية والسياسية بدلاً من أن تكرّس التفوق الإسرائيلي.

وعلى عكس ما توقّعه نتنياهو، فإن نتائج الحرب – رغم تصعيدها الحاد – لم تُحدث تحولاً جوهرياً في المزاج الشعبي لصالحه. فوفقاً لاستطلاع نشره موقع “والا”، فإن أكثر من نصف الإسرائيليين (52%) أيّدوا قرار وقف الحرب على إيران، فيما أظهرت استطلاعات أخرى أن أغلبية الجمهور يعزو الأداء الجيد – إن وجد – إلى الجيش وجهاز الموساد، لا إلى قيادة نتنياهو السياسية.

وتفاقم خيبة نتنياهو مع نتائج استطلاع أجرته “القناة 12″، كشف أن 63% من الجمهور يرون أن الحرب لم تحقق أهدافها بشكل كافٍ، وأن إسرائيل لم تنتصر فعلاً، بل فشلت في ردع إيران بشكل حاسم، مقابل 3% فقط رأوا أن إيران خرجت منتصرة. ورغم أن نتنياهو كثّف ظهوره الإعلامي وحرص على الظهور كمُمسك بزمام المبادرة، فإن تقييمه الجماهيري بقي منخفضاً (5.6 من 10)، مقارنة بـ7.6 لرئيس الموساد دافيد بارنياع و7.2 لرئيس الأركان إيال زامير.

النتائج السياسية جاءت كذلك محبطة: فاستطلاعات الرأي تُظهر أن حزب “الليكود” بقيادة نتنياهو سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في حال إجراء انتخابات الآن، لكنه لن يكون قادراً على تشكيل حكومة، إذ سيتراجع الائتلاف الحالي من 68 إلى 47 مقعداً، أي بخسارة 19 مقعداً، ولن يحصل نتنياهو سوى على مقعد واحد من المعارضة، بينما يتآكل دعم حلفائه في أقصى اليمين مثل إيتمار بن غفير.

في مواجهة هذا التراجع، بدأ نتنياهو التفكير في خطوات بديلة لتعزيز صورته، من بينها ترتيب زيارة إلى واشنطن والظهور إلى جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في محاولة لإعادة تصدير نفسه كزعيم عالمي. كما بدأت حكومته في تنفيذ سياسات داخلية مثل رفع الرواتب وتعويض المتضررين من الحرب، أملاً في استعادة جزء من ثقة الناخبين.

لكن هذه التحركات، وفق مراقبين، لن تغيّر حقيقة أن الحرب لم تُحدث اختراقاً استراتيجياً ضد إيران، بل زادت من عزلة إسرائيل وعمّقت أزمتها السياسية الداخلية، ما يجعل فكرة الانتخابات المبكرة مخاطرة قد تنقلب على نتنياهو نفسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق