أخبار العالمأمريكا

الغرب وسياسة الخداع في اختلاق الأزمات للهيمنة والتوسّع

واشنطن: الولايات المتحدة: 02 مارس 2022

يدرك الغربيون قبل أنفسهم حقيقة سياسة الخداع التي ينتهجونها إزاء القضايا الدولية السياسية والأمنية والاقتصادية، وهي أساليب لم تعد تنطلي على الشعوب التي اكتوت بنيران زعزعة استقرار بلدانها والعدوان عليها ونهج الحصار كما حصل في أغلب بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية وفي المنطقة العربية، والشواهد على ذلك ماثلة في فيتنام وكوبا وتشيلي ثم في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، تحت غطاء “الديمقراطية” الآتية عبر صواريخ كروز و”القنابل الذكية” التي يدّعي أصحابها أنّها تميّز بين البشر والحجر، وبين المسيحي والمسلم وبين العدو والصديق!

كما تدرك هذه الشعوب من هم المتسبّبون في حربين عالميتين مدمرتين ومن الذي استعمل السلاح النووي لأوّل مرّة في التاريخ فضلا عن الحروب الإقليمية التي تسبّبت فيها النخب الغربية الأطلسية التي خلا لها الجوّ بعد رحيل جيل من القادة الكبار من أمثال ديغول..

اختلقت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الأزمة في أوكرانيا، بسبب رفضهما المطالب المحقّة لروسيا التي تقدّمت بها، وكان أبرزها أن تكون أوكرانيا محايدة، وأن تلتزم بعدم الانضمام إلى الناتو.

وقد رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي، حديث العهد بالسياسة والعلاقات الدولية، اتفاقية “مينسك” التي كانت الصيغة الوحيدة لحلّ المأزق، حيث تنصّ الاتفاقية: على الحكومة الأوكرانية التفاوض مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين فيما يتعلّق باستعادة استقلالهما الذاتي السابق، وكذلك الحقوق اللغوية والثقافية، قبل الانقلاب الأوكراني في عام 2014.

وتركت هذه الإخفاقات الناطقين بالروسية في دونباس يعانون وحدهم من الهجوم العسكري المتزايد من قبل الحكومة الأوكرانية، المليئة بالأحزاب النازية الجديدة، المحرّضة بالأسلحة والأموال الغربية.

لذلك، فإنّ كلّ ما سبق هو نتيجة ثلاثة عقود من نكوص الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن تعهّدهما في أوائل التسعينات لـغورباتشوف، آخر رئيس سوفياتي، بأنّ الناتو لن يتوسّع “بوصة واحدة شرقا”.

ومع ذلك، وبدلاً من قيام الدول الغربية بحلّ الناتو، خلال الثلاثين عاماً الماضية (تمّ إنشاء الحلف لحماية دول شمال الأطلسي من الخطر المزعوم للشيوعية)، قام الناتو بالتوسّع لمسافة 800 كيلومتر إلى الشرق، واعترف بأربع عشرة دولة انفصلت عن الإتحاد السوفياتي السابق، أو كانت أعضاء في حلف وارسو. وتمركزت القوات العسكرية والبحرية الغربية، بما فيها الكندية، في الدول الأعضاء الجديدة هذه، وقام الناتو بتركيب أنظمة صواريخ وأجرى تدريبات مكثّفة بالقرب من الحدود الروسية.

ومن الواضح أنّ خطة الولايات المتحدة كانت لمصلحة تحالفها العسكري العدواني، كي يتوسّع الناتو حتى يصل إلى كلّ حدود روسيا، بهدف تقطيع أوصالها بشكل أكبر وتعزيز هيمنة الولايات المتحدة على القارة الأوروبية بأكملها.

واعتقد المجلس العسكري الأوكراني أنّه من خلال الانقلاب الذي جرى في كييف عام 2014، بتحريض من الولايات المتحدة، يمكنه فرض إرادته على منطقة دونباس، لكنّ روسيا ورغبة منها في حماية سكان منطقة دونباس، قرّرت الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

وقد تسبّبت حكومة ترودو الكندية بأضرار من خلال دعمها انقلاب عام 2014 وتسليح وتمويل المجلس العسكري، ناهيك عن اتخاذ تدابير اقتصادية قسرية ضد روسيا لسنوات عديدة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق