الخرطوم تراهن على أنقرة في مرحلة ما بعد الحرب وتؤكد تراجع الدعم السريع وسط تقدم للجيش في دارفور

قسم الأخبار الدولية 14/04/2025
أكدت وزارة الخارجية السودانية أن العلاقات مع تركيا تتسم بطابع “أخوي واستراتيجي”، مشيدة بالدور التركي المرتقب في إعادة إعمار السودان، في وقت تتسارع فيه التحولات الميدانية لصالح الجيش وسط تراجع مستمر في نفوذ قوات الدعم السريع.
وجاءت هذه التصريحات على لسان وزير الخارجية علي يوسف، عقب لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، حيث وصف اللقاء بأنه كان “مثمراً للغاية”، وشدد على أن تركيا تعهدت ببذل كل جهد ممكن لدعم السودان في مساري السلام والاستقرار، بالإضافة إلى المساهمة الحيوية في جهود إعادة الإعمار.
وأوضح يوسف أن هناك تصوراً لتعاون ثلاثي ومتعدد الأطراف مع كل من قطر والسعودية من أجل تسريع عمليات إعادة الإعمار، مع تأكيد الطرفين السوداني والتركي على “إرادة سياسية قوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية”. وأشار إلى أن الجانب السوداني قدّم إحاطة كاملة للأتراك حول الأوضاع الميدانية والتقدم الذي أحرزه الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، مؤكداً أن الخرطوم ترى في أنقرة حليفاً موثوقاً في مرحلة ما بعد الحرب.
وعن الداخل السوداني، شدد يوسف على أن “الشعب السوداني وحده من يقرر مستقبله السياسي”، واصفاً ما جرى خلال العامين الماضيين بأنه “كارثة إنسانية”، اتهم فيها قوات الدعم السريع بارتكاب “فظائع بحق المدنيين” تشمل القتل والاغتصاب والنزوح القسري، وفق قوله.
وأكد أن الحكومة السودانية لا تخوض حالياً أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع، وأن شرط بدء أي عملية تفاوضية يتمثل في انسحاب تلك القوات من كافة المناطق التي تحتلها، مع إمكانية التوصل لاحقاً إلى اتفاق سياسي عبر وساطة إقليمية أو دولية.
وكشف يوسف عن سعي بلاده لعقد مؤتمرات دولية مخصصة لإعادة إعمار السودان، داعياً الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعب دور محوري في دعم هذا المسار.
ميدانياً، أوضح يوسف أن الحرب لا تزال مستعرة، خصوصاً في إقليم دارفور، الذي تحاول قوات الدعم السريع الانكفاء إليه، مستخدمة طائرات مسيّرة لضرب البنية التحتية الحيوية، ومنها محطات الكهرباء والمياه. وأضاف أن “الجيش السوداني بات مستعداً للتحرك نحو دارفور لتحرير كامل الإقليم”، لكنه حذر من أن المعركة ستستغرق وقتاً أطول مما هو متوقع.
وشهدت الفترة الأخيرة تقهقرًا كبيرًا في سيطرة الدعم السريع، خاصة في ولاية الخرطوم، حيث تمكن الجيش من بسط نفوذه على مدينتي الخرطوم وبحري، وأجزاء واسعة من أم درمان، بالإضافة إلى السيطرة على القصر الجمهوري والمطار ومقرات عسكرية وأمنية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
أما في الولايات الأخرى، فلم تعد قوات الدعم السريع تحتفظ إلا بجيوب محدودة في شمال وغرب وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، إلى جانب أربع ولايات في إقليم دارفور، وهو ما اعتبره مراقبون تراجعاً حاداً في قدرتها الميدانية، مقابل تصاعد في المبادرات السياسية التي تُعدّ الخرطوم لإطلاقها خلال الأشهر المقبلة.