أخبار العالمالشرق الأوسط

الحواجز الإسرائيلية تشلّ حركة الضفة الغربية وتثير مخاوف من تصعيد سياسة الضم

تصاعدت أعداد الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لتصل إلى 898 حاجزاً، ما تسبب في شلل شبه كامل لحركة المرور في مختلف أنحاء المنطقة. وجاء ذلك بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، ما أثار استياء السكان الذين باتوا يعيشون أوضاعاً وصفوها بأنها الأصعب منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005).

شلل مروري ومعاناة يومية

يُعاني سكان الضفة من صعوبة التنقل بين المدن والقرى، حيث تنتظر السيارات لساعات طويلة عند نقاط التفتيش التي أقيمت عند التقاطعات الكبرى ومداخل المدن. وتحدث الأب بشار باسل من قرية الطيبة شمال شرقي رام الله عن اكتظاظ الحواجز الجديدة قائلاً: “العائدون من رام الله بقوا في سياراتهم من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الثانية صباحاً”.

من جانبه، وصف أنس أحمد، أحد السائقين العالقين قرب بير زيت، الأوضاع بـ«المضيعة للوقت»، حيث استغرق عبوره أكثر من خمس ساعات بسبب إغلاق الطرق البديلة.

مخاوف من الضم وتصعيد القيود

تتزامن هذه التطورات مع تصريحات للجيش الإسرائيلي تزعم أن الحواجز تهدف إلى منع «فرار الإرهابيين» بعد الهجوم الذي نفذته «حماس» في 7 أكتوبر 2023. إلا أن السكان المحليين يرون أن هذه الإجراءات تزيد من عزلة القرى الفلسطينية وتعمق الشعور بالحصار، معربين عن قلقهم من أن تكون هذه الحواجز جزءاً من خطة تهدف إلى الضم الكامل للضفة الغربية.

من جهتها، أشارت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية إلى أن الحكومة الإسرائيلية تُحوّل تركيزها من غزة إلى فرض سيطرة مشددة على الضفة الغربية. وتزايدت الدعوات لتنفيذ عملية الضم من شخصيات سياسية بارزة، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتيريتش، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة.

ومع استمرار هذه القيود، بات السكان يشعرون وكأنهم يعيشون في «سجن كبير»، حسب وصف أحدهم. وأضاف: “يبدو كما لو أنّنا أرانب يجب أن تعود إلى القفص مع حلول المساء”. وفيما لا يزال الهدف النهائي لهذه السياسة غير واضح، عبّر الأب بشار باسل عن مخاوفه قائلاً: “لا نشعر بالأمان، ونخشى أن تكون الخطة هي دفعنا لمغادرة البلاد”.

تُظهر هذه التطورات أن الحواجز الإسرائيلية لم تعد مجرد وسائل أمنية، بل تحولت إلى أدوات سياسية لفرض واقع جديد في الضفة الغربية، ما يزيد من تعقيد المشهد ويُفاقم معاناة الفلسطينيين اليومية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق