الحزب الديمقراطي يحقق فوزًا في غرينلاند وسط تصاعد الجدل حول رغبة ترمب في شراء الجزيرة

قسم الأخبار الدولية 12/03/2025
في تطور سياسي مهم، حقق الحزب الديمقراطي في غرينلاند انتصارًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الثلاثاء، بحصوله على 29.9% من الأصوات، متقدمًا على حزب “ناليراك القومي”، الذي يدعو إلى الاستقلال السريع عن الدانمارك، والذي حصل على 24.5%.
ويأتي هذا الفوز وسط مخاوف متزايدة من نوايا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن الجزيرة الغنية بالموارد الطبيعية. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أعاد ترمب طرح فكرة شراء غرينلاند، وهو المقترح الذي سبق أن قوبل برفض قاطع من الدانمارك وسلطات غرينلاند خلال ولايته الأولى.
وفي منشور حديث على منصته “تروث سوشيال”، زعم ترمب أن “سكان غرينلاند يريدون أن يكونوا جزءًا من أعظم أمة في العالم”، في إشارة إلى الولايات المتحدة، إلا أن 85% من سكان الجزيرة يرفضون فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
غرينلاند.. بؤرة صراع استراتيجي بين القوى الكبرى
تعد غرينلاند واحدة من أكثر المناطق الجيواستراتيجية أهمية في العالم، نظرًا لاحتياطاتها الضخمة من المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية، إضافة إلى طرق الشحن الجديدة التي يفتحها ذوبان الجليد. ومع تصاعد التوترات العالمية، باتت الجزيرة محورًا للتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، حيث تسعى القوى الكبرى لتعزيز نفوذها في القطب الشمالي.
الاستقلال بين الطموح والتحديات الاقتصادية
رغم الدعم الشعبي الكبير لفكرة الاستقلال عن الدانمارك، فإن القلق الاقتصادي يبقى العائق الأبرز، حيث تعتمد غرينلاند بشكل كبير على الدعم المالي السنوي من كوبنهاغن، والذي يبلغ مليار دولار. وأكد زعيم الحزب الديمقراطي، ينس فريدريك نيلسن، أن الاستقلال ليس هدفًا عاجلًا، بل يجب أن يتم وفق نهج تدريجي قائم على أسس متينة، في إشارة إلى سياسة حزبه الحذرة تجاه هذا الملف.
في ظل الاهتمام الأميركي المتزايد بغرينلاند، تواصل كوبنهاغن تأكيد سيادتها على الجزيرة، معتبرة إياها جزءًا أساسيًا من المملكة الدانماركية، ورفضت بشكل قاطع أي محاولات أميركية لشرائها، ما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي حول مستقبل الجزيرة.