الحرب في أوكرانيا والسقوط الأخلاقي للإعلام الغربي
واشنطن-الولايات المتحدة-31 مارس 2022
التغطيات الإعلامية الغربية التي صاحبت العملية الخاصة في أوكرانيا، سوف ينظر إليها كصفحة سوداء ومشينة في تاريخ الإعلام الغربي ككل، لأن هذا الإعلام انتهك جميع المحرمات المهنية، والأصول والقواعد والأسس التي ترسّخت على مدى عقود طويلة.
في سنوات الحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية، نشأ ستار حديدي يفصل بين عالمين، وكانت الصحافة أبرز النقاط في ذلك الستار، وما يشهده العالم اليوم من هستيريا إعلامية غربية تقودها الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية، يُنذر بخسارة فادحة لقيم العمل الإعلامي.. والمتابع لمجريات التصاعد الإعلامي الغربي الهستيري يدرك مدى حالة التحرش الزائد مع جمهورية روسيا الإتحادية، وبالتالي فإن قواعد وأسس وقيم العمل الإعلامي والصحفي المتعارف عليها دولياً ستتبدّد وتختفي.
لقد قدّم هذا الإعلام رسالة سلبية إلى العالم، وبالتالي فإن الوصاية على الرأي العام في أوروبا- خلافا لإخباره بحقائق ودقائق ما يجري – ستكون أخطر تطور سلبي في تاريخ الإعلام الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة. وليس الإعلام وحده، بل نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد خرقت القواعد السياسية والأخلاقية العامة من خلال التحريض على العنف والكراهية والقتل، وبثّ أجواء الرعب وعدم الاستقرار. وبالفعل ارتكبت أجهزة الإعلام الغربية الكثير من الجرائم المهنية كالخلط بين الرأي والخبر، وافتقدت الحدّ الأدنى من الحيادية في تغطية مجريات الحرب.