أخبار العالمإفريقيا

الجيش الصومالي يحقق انتصارًا كبيرًا في مواجهة حركة الشباب في هيران

في إطار تصاعد العمليات العسكرية ضد جماعات الإرهاب في الصومال، حقق الجيش الصومالي بالتعاون مع ميليشيات العشائر المحلية انتصارًا كبيرًا في إقليم هيران بوسط البلاد. وأسفرت المعارك التي استمرت لعدة أيام عن مقتل نحو 100 عنصر من حركة الشباب، بما في ذلك قيادات بارزة. وقال نائب وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يوسف العدالة، في مؤتمر صحفي من مقديشو، إن الهجوم أسفر عن تحرير عدد من البلدات والقرى الواقعة على ضفاف نهر شبيلي في الإقليم، الذي يعد أحد معاقل الحركة في وسط البلاد.

هذا التقدم يعكس الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الحكومة الصومالية في مواجهة حركة الشباب، حيث تسعى لتعزيز التنسيق مع العشائر المحلية وتوجيه ضربات مباشرة ضد الجماعة المسلحة. في الوقت ذاته، أشار العدالة إلى أن الحكومة الصومالية نجحت في محاصرة الحركة على الصعيد الإعلامي من خلال حجب منصاتها الإعلامية، وهو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض قدرة الحركة على تجنيد العناصر ونشر دعاية متطرفة.

التقدم الميداني ضد داعش في بونتلاند: القوات المحلية تصد ضربات التنظيم الإرهابي
على صعيد متصل، حققت قوات الأمن التابعة لمنطقة بونتلاند شبه المستقلة تقدمًا ملحوظًا ضد فرع تنظيم داعش في شمال الصومال، في واحدة من أكبر العمليات العسكرية ضد التنظيم منذ سنوات. تمت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، بما في ذلك أكثر من 50 قاعدة كانت تحت سيطرة داعش. ووفقًا لمسؤولين في بونتلاند، قتل ما لا يقل عن 85 مسلحًا من داعش خلال الأيام الأخيرة، لكن الخسائر في صفوف قوات الأمن كانت أيضًا كبيرة، حيث سقط 17 جنديًا في المعارك.

موقع هذه العمليات في جبال جوليس الشمالية، معقل داعش في الصومال، يجعلها محورية في محاربة التنظيم الذي تلقى دعمًا من مقاتلين أجانب وتدفقات مالية من الابتزاز والأنشطة غير القانونية. استعادة مناطق مثل قرية بالي ديدين، التي كانت تحت سيطرة داعش لمدة عشر سنوات، تبرز أهمية هذا التقدم بالنسبة للأمن المحلي في بونتلاند وتبعياته على الصعيد الوطني.

في هذا السياق، لم تخلو هذه العمليات من التداعيات الدولية، حيث قام الجيش الأميركي بشن ضربات جوية على مواقع داعش في بونتلاند في الأيام الماضية، مما يسلط الضوء على التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والقوات الصومالية لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

التحديات السياسية: التوترات بين الحكومة الاتحادية وبونتلاند وتأثيراتها على الجهود الأمنية
لكن التقدم العسكري في بونتلاند يظل محاطًا بتحديات سياسية معقدة. فبينما تنفذ القوات المحلية عمليات مستقلة ضد داعش، يعكس التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام في بونتلاند محمود عيديد الواقع الصعب الذي تواجهه هذه المنطقة في التنسيق مع الحكومة الاتحادية في مقديشو. منذ أن توقفت حكومة بونتلاند عن الاعتراف بالحكومة المركزية في مقديشو في العام الماضي، أصبحت العمليات العسكرية في المنطقة تفتقر إلى التنسيق الكافي مع الحكومة الاتحادية، ما يعقد تنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.

وأشار عيديد إلى أن الحكومة المحلية في بونتلاند تواجه نقصًا في الخبرات العسكرية المتخصصة، مما دفعها إلى المطالبة بتوفير دعم دولي إضافي، بما في ذلك معدات مكافحة الطائرات المسيّرة وأجهزة مضادة للألغام، التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تعزيز فعالية العمليات ضد داعش.

التعاون الدولي: أهمية الدعم الغربي في تعزيز الاستقرار الأمني
وفي ظل التحديات التي تواجهها الصومال في حربها ضد الإرهاب، تتزايد الدعوات لتوسيع نطاق التعاون الدولي، خاصة مع الدول الغربية مثل الولايات المتحدة، التي قدمت دعمًا مستمرًا للقوات الأمنية المحلية. يرى بعض المحللين أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، التي أبدت دعمًا أكبر للأطراف المحلية في بونتلاند، قد تكون مهتمة بمواصلة تعزيز التعاون الأمني المباشر مع الحكومات المحلية، نظرًا لعدم قدرة الحكومة الاتحادية على فرض السيطرة الكافية على مناطقها الواسعة.

ويبدو أن هناك تحولًا في استراتيجيات مكافحة الإرهاب، حيث يشير خبراء إلى أن الحكومة الفيدرالية الصومالية قد فقدت مكانتها كشريك أساسي في مكافحة الإرهاب بسبب ضعف التنسيق الداخلي، بينما تتزايد أهمية السلطات المحلية مثل بونتلاند في المعركة ضد الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب وتنظيم داعش.

التأثيرات المستقبلية على الاستقرار الوطني
تطرح هذه التطورات العديد من التساؤلات حول مستقبل الحرب ضد الإرهاب في الصومال. مع استمرار تصاعد الأنشطة العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في مناطق مثل هيران وبونتلاند، يبقى الأمن الوطني في صومالًا في مفترق طرق. فقد يؤدي غياب التنسيق الكامل بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية إلى إعاقة الجهود الأمنية، في حين أن الدعم الدولي قد يكون هو العامل الحاسم في تعزيز قدرة الصومال على مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة التي تهدد استقرار البلاد.

إن نجاح العمليات العسكرية ضد حركة الشباب وتنظيم داعش يبقى رهينًا بمقدرة السلطات الصومالية، بالتعاون مع حلفائها الدوليين، على تخطي التحديات الداخلية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان استدامة الأمن وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق