الجيش السوداني يعزز تقدمه باتجاه جسر سوبا الاستراتيجي وسط اشتداد المعارك جنوب الخرطوم
قسم الاخبار الدولية 04/02/2025
واصلت القوات المسلحة السودانية تقدمها نحو العاصمة الخرطوم، حيث أعلن قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن وحداته باتت على مقربة من جسر سوبا، أحد أهم الممرات الاستراتيجية المؤدية إلى المدينة من الجهة الجنوبية. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تسيطر على مواقع رئيسية داخل العاصمة منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
جسر سوبا.. أهمية استراتيجية في معركة الخرطوم
يعد جسر سوبا شريانًا حيويًا يربط الخرطوم بالولايات الجنوبية والشرقية، كما أنه يمثل منفذًا رئيسيًا لعبور الإمدادات العسكرية والمدنية. وتمثل السيطرة عليه خطوة حاسمة في مساعي الجيش لتضييق الخناق على قوات الدعم السريع، التي تعتمد على طرق الإمداد المتصلة بالمناطق الريفية خارج العاصمة.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد شهدت المناطق المحيطة بالجسر معارك ضارية خلال الساعات الماضية، حيث استخدمت القوات المتصارعة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة في محاولة لحسم المواجهات. وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات عنيفة في محيط سوبا، وسط موجات نزوح جديدة للسكان الفارين من مناطق القتال.
الجيش يوسع نطاق العمليات ويدفع بتعزيزات جديدة
أشار البرهان في تصريحاته إلى أن قواته نجحت في التقدم على أكثر من محور في الخرطوم وولاية الجزيرة، مشددًا على أن الجيش يعمل على إعادة السيطرة على المناطق التي فقدها خلال الأشهر الماضية. ووفق تقارير عسكرية، فقد دفع الجيش بتعزيزات إضافية نحو جنوب الخرطوم، في محاولة لعزل قوات الدعم السريع عن إمداداتها القادمة من مناطق نفوذها في كردفان ودارفور.
في المقابل، لم تصدر قوات الدعم السريع تعليقًا رسميًا على تصريحات البرهان، لكن مصادر قريبة منها أكدت أن مقاتليها يخوضون مواجهات شرسة للحفاظ على مواقعهم، مع استمرار استخدام تكتيكات الكرّ والفرّ التي مكّنتهم سابقًا من الصمود أمام هجمات الجيش.
انعكاسات المعركة على المشهد السوداني
يأتي هذا التصعيد الميداني في وقت يشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تتزايد معاناة المدنيين بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وانهيار الخدمات الأساسية في مناطق النزاع. كما أن استمرار القتال يعقّد جهود الوساطات الدولية، خاصة مع غياب أي مؤشرات على قبول الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
ويرى محللون أن حسم معركة جسر سوبا قد يشكل تحولًا في موازين القوى داخل العاصمة، حيث أن استعادة السيطرة عليه ستمنح الجيش قدرة أكبر على التحرك نحو وسط الخرطوم، فيما قد تؤدي خسارته إلى تعزيز موقف الدعم السريع وإطالة أمد النزاع. وفي ظل استمرار المعارك، يبقى مصير الخرطوم معلقًا بين التصعيد العسكري والمساعي الدبلوماسية المتعثرة.