أخبار العالمإفريقيا

الجيش السوداني يحكم قبضته على الخرطوم ويكشف عن مقبرة جماعية وسط تصاعد المواجهات مع الدعم السريع

واصل الجيش السوداني تقدمه الميداني في الخرطوم، حيث أعلن سيطرته على مواقع إستراتيجية ضيّقت الخناق على قوات الدعم السريع، التي لا تزال تسيطر على القصر الرئاسي وبعض المؤسسات الحكومية وسط العاصمة. وفي تطور صادم، كشفت السلطات عن مقبرة جماعية في حي الفيحاء بشرق النيل، يُعتقد أنها تضم جثث مدنيين قُتلوا تحت التعذيب أو أُعدموا رمياً بالرصاص.

تقدم ميداني وحصار متزايد

أكد الجيش في بيان رسمي أنه استعاد السيطرة على عدة مواقع رئيسية، من بينها محور نادي الأسرة في حي “الخرطوم 3″، وجسر المسلمية، وأبراج النيلين، ومحطة مواصلات شروني، مما جعله يقترب من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر. كما نشر مقاطع مصورة أظهرت تنفيذ قواته كميناً لعناصر من الدعم السريع أثناء محاولتهم الفرار من وسط الخرطوم، مؤكداً أنه تمكن من “تحييدهم جميعاً”.

بذلك، يكون الجيش قد أغلق الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم من الجهة الجنوبية، مما زاد الضغط على قوات الدعم السريع التي ما زالت متمركزة في أجزاء من العاصمة.

مقبرة جماعية تكشف حجم المأساة الإنسانية

في تطور آخر، أعلنت السلطات السودانية العثور على مقبرة جماعية في حي الفيحاء بشرق النيل، وهي منطقة كان الجيش قد استعاد السيطرة عليها مؤخراً.

وبحسب مدير هيئة الطب العدلي في الخرطوم، هشام زين العابدين، فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن قوات الدعم السريع حوّلت بئراً عميقة إلى مقبرة جماعية، حيث تم إلقاء جثث مدنيين، بعضهم نازحون، بعد إعدامهم برصاص في الرأس. وأضاف أن البئر المكتشفة، والتي يبلغ عمقها 18 متراً، قد تكون واحدة فقط من عدة مواقع مماثلة استخدمتها القوات المتصارعة لإخفاء ضحاياها.

وتتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مؤكدة أن ما تم اكتشافه يجسد حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى منذ اندلاعها في أبريل/نيسان 2023.

معارك في سنار وتراجع الدعم السريع في عدة ولايات

على الصعيد الميداني، أعلن الجيش استعادة السيطرة على منطقة أبو عريف بولاية سنار بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أنه كبدها خسائر كبيرة وطارد فلولها الهاربة.

ويواصل الجيش تعزيز مواقعه في عدة ولايات رئيسية، حيث نجح خلال الأسابيع الماضية في استعادة معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجة، كما تمدد نفوذه في ولايات الجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، والنيل الأزرق. أما في الخرطوم، فقد بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة الخرطوم بحري ومعظم أم درمان، إضافة إلى 75% من مدينة الخرطوم نفسها، في حين لا تزال قوات الدعم السريع متمركزة في بعض الأحياء الشرقية والجنوبية.

تحركات الدعم السريع وردود الفعل السياسية

في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت تقدماً في منطقة النيل الأزرق، بينما أكد قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل مصور أن قواته لن تغادر العاصمة أو القصر الرئاسي، مشدداً على استمرار القتال حتى تحقيق أهدافه.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السوداني علي يوسف أن محاولات الدعم السريع إنشاء حكومة موازية تهدف إلى عرقلة تقدم الجيش والتأثير على الدعم الدولي والإقليمي للحكومة السودانية. وأضاف أن هذه المحاولات “محكوم عليها بالفشل”، مؤكداً أن المجتمع الدولي يواصل دعم موقف الحكومة الشرعية.

يبدو أن السودان يقترب من مرحلة حاسمة في الصراع، حيث يحقق الجيش تقدماً على الأرض، بينما تواجه قوات الدعم السريع تحديات متزايدة، سواء عسكرياً أو سياسياً. ومع استمرار المعارك، تتزايد المخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان، وسط غياب أي مؤشرات حقيقية على حل سلمي قريب للأزمة السودانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق