الجيش السوداني يحقق تقدماً في الخرطوم وسط تراجع قوات الدعم السريع بين التكتيك والاتفاقيات
قسم الأخبار الدولية 27/01/2025
دخلت الحرب في السودان مرحلة حاسمة مع تحقيق الجيش السوداني مكاسب ميدانية كبيرة، أبرزها استعادة مقر القيادة العامة في الخرطوم، وتحرير مواقع استراتيجية في أم درمان والخرطوم بحري. جاء هذا التقدم بعد انسحاب قوات الدعم السريع من عدة مناطق، بما في ذلك مدينة ود مدني، التي أعاد الجيش السيطرة عليها دون مواجهات كبيرة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذه الانسحابات وما إذا كانت تعكس انهياراً في صفوف الدعم السريع أم تخضع لاتفاقيات غير معلنة.
التطورات الميدانية
بدأ الجيش السوداني حملاته باستعادة منطقة جبل موية، التي تربط ثلاث ولايات رئيسية (النيل الأبيض، سنار، والجزيرة)، وواصل تقدمه باتجاه ود مدني، حيث استعاد السيطرة عليها في يناير الجاري. لاحقاً، ركّز الجيش عملياته في الخرطوم، حيث عبر جسر النيل الأزرق، وتمكن من فك الحصار عن القيادة العامة وسلاح الإشارة، وفقاً لمقاطع فيديو بثها الجيش، بينما نفت قوات الدعم السريع ذلك، مشيرة إلى استمرار سيطرتها على مواقعها.
انسحابات أم إعادة تموضع؟
أثار التراجع السريع لقوات الدعم السريع جدلاً حول أسبابه. بينما يرى البعض أن الانسحابات تشير إلى انهيار محتمل لهذه القوات، يعزو آخرون الأمر إلى تكتيكات عسكرية تهدف إلى تقليل الخسائر وإعادة الانتشار في مواقع أكثر استراتيجية. المحلل السياسي محمد لطيف أوضح أن الانسحابات تمت بطريقة منظمة ودون مواجهات، مما يعزز فرضية وجود اتفاق غير معلن بين الطرفين لتحسين فرص التفاوض.
وأكد اللواء المتقاعد كمال إسماعيل أن ما يحدث هو عمليات “كرّ وفرّ”، وأن السيطرة على المناطق لن تؤدي إلى حسم الصراع. وأشار إلى أن استمرار انتشار السلاح بيد الأفراد والميليشيات يهدد بتمديد أمد الحرب لعقود ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل.
في المقابل، استبعد لطيف فكرة انهيار الدعم السريع، مشيراً إلى أن القوات لا تزال منتشرة في مناطق واسعة من السودان، وأن التراجع الحالي قد يكون مدروساً لتجنب الانتشار الواسع الذي يستنزف مواردها.
الدعوة إلى التفاوض
دعا الخبراء والقادة العسكريون إلى ضرورة العودة لطاولة المفاوضات، مؤكدين أن الحل العسكري لن ينهي الحرب. كما طالبوا القوى السياسية السودانية بتوحيد جهودها لوقف الانقسام الوطني والعمل على تحقيق سلام دائم.
مع احتدام المعارك، تبقى التساؤلات قائمة حول مآلات الصراع، وهل ستتمكن الأطراف المتحاربة من تحقيق تقدم سياسي يُنهي الحرب، أم ستظل البلاد عالقة في دوامة العنف؟